الرئيسية » دبوريات

لم اصدق عيني وانا اقرأ المقابلة التي اجرتها الزميلة هيام علي رئيسة تحرير موقع سيرياستبس مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام جزائري
فالرجل تكلم بجرعة تفاؤلية فاقت المتوقع والمعقول,صحيح ان ليس امامنا الا ان نتفاءل ,وتفاءلوا بالخير تجدوه وبخاصة اننا على ابواب عام جديد لكن حبن يتكلم مسؤول ,وهو مسؤول عن كلامة ,عن امور تخص قوت الشعب وغذائة ودوائه ومعاناته اليومية ,و حين يتكلم مسؤول كالدكتور الجزائري حامل الماجستبر والدكتوراه من جامعة لندن فعليه ان يكون دقيقا وعلميا وموضوعيا ومحددا
العنوان العريض لما قاله السيد الوزير هو انتظروا الاشهر الثلاثة القادمة وكل شئ سيكون تمام وعال العال ,ونحن نقول الله يسمع منك ياسيادة الوزير ولكن كيف سيتم ذلك,وماهي العوامل والاسباب التي توصلنا الى ذلك,
هنا يتكلم السيد الوزير كلاما اما عاما وغير محدد واما تنظيرا شبعنا ومللنا واتخمنا منه وهو لايسمن ولايغني من جوع.
يقول السيد الوزير ان علينا ان نفتح الافاق واسعة جدا ودون تردد او تأخر امام العملية الانتاجية بكافة مكوناتها,ولكن كيف سيتم فتح هذه الافاق لايجيبنا الوزير همام بل يستمر في حديثه معتبرا اياها فتحت ونتج عنها وفرة سلعية تؤمن احتياجات السوق المحلية فترشد الطلب على القطع الاجنبي من جهة واتيحت الفرص للتصدير فتوفر القطع الاجنبي و.....الخ
ذكرني حديث السيد الوزير بذاك الزوج الذي كان كل يوم ياتي الى البيت فارغ البدين لكنه يقول لزوجته والله يامرا شفتللك تفاحات من اللي بتشهيهن قلبك وشفتلك بردقانات من اللي بيحبوهن وبيشتهوهن الولاد ومن كثرة ماسمعت منه الزوجة من معسول الكلام قالت له ذات يوم :ايه يارجال وليش كل هذه البعزقه(تقصد كل هذه النفقات والمصاريف) فاجابها شوعليه يامرا خليهم ياكلوا
يقول الوزير همام:حقق العام 2014 نموا في الانتاج الزراعي والصناعي مقارنة بالعام الماضي لكنه لايشير الى الارقام ولايعقد مقارنات وحتى لو سلمنا جدلا بصحة ذلك فالسؤال الاهم لماذا لم ينعكس ذلك على اسعار السلع والمنتجات ولماذا لم يلمس المواطن ذلك بل ان العكس هو الصحيح حيث أن حركة اسعار السلع والمواد والخدمات كانت في ارتفاع مطرد طوال عام 2014
ينتقل الوزير جزائري الى الحديث عن اعادة بنية التصدير بحيث يمكن تحقيق تكامل سلعي مع بعض الدول وهنا يتحدث السيد الوزير عن الاليات اللازمة لذلك فيقول: هم ينتجون الالات والمعدات ونحن نصدر اليهم المنسوجات والخضار والفواكه ,وانا اقسم انني قرات عن هذه الاليات في كتاب الاشياء الذي درسته في الصف الخامس الابتدائي منذ ستين عاما
يقول الوزير همام انه ليس مع منع الاستيراد ونحن ايضا معه فيما يقول وذلك لسد الطلب الحقيقي على بعض السلع والخدمات الضرورية والاساسية في حياة المواطن ولضرورات مجمل عملية التنمية لكن السيد الوزير يورد مبررا لعدم المنع هو من باب الاكابرية ان صح التعبير ومن باب سيط غني ولاسيط فقر كما يقول المثل واننا في سورية مازلنا اكابر وعندنا ناس تلبس ساعات رولكس وبتشرب ويسكي فاخر وبتلبس بدلات سينيه,وان عندنا ناس قادرين على الصرف وليس كما يسّوق بأن كل السوريين فقراء(هذا كلام الوزير)
الحق ان اصح وادق واوضح نقطة في حديث الوزير جزائري (ولاعلاقة لها لابخطط الوزير ولا مخططاته ) هي ان انخفاض سعر النفط فرصة تاريخية لنا وهذا صحيح ودقيق لان معناه ان فاتورة استيرادتنا النفطية ستنخفض مئات الملايين من الدولارات وعلينا ان نوظف ذلك لتعزيز قدرتنا الانتاجية والتصديرية وتعزيز قوة الليرة السورية
كنا نتمنى ان نسمع من وزيرنا الشاب كلاما بسيطا حول خطط عملية وواقعية لتخفيف الاعباء المعيشية عن المواطن ,عن اجراءات فعلية لمكافحة الغلاء وجشع بعض التجار,عن خطط عملية لجأت اليها الامم والشعوب ابان الحروب والازمات وكان لمؤسسات المجتمع المدني والغرف التجارية والصناعية والزراعية وماشابهها دور فاعل وحقيقي فبها , كنا نتمنى ان نسمع من السيد الوزير عن خطط واقعية وعملية لمكافحة الفساد الذي استشرى مستغلا ظروف الازمة وتداعياتها
لكننا مع الاسف استمعنا الى محاضرة نظرية اكاديمية تحمل جرعة تفاؤلية كبيرة وليس اكثر.
انزل الى الشارع ايها السيد الوزبر ولاتستمع لاالى الكتب ولا الى الدراسات ولا الى مستشاري المكاتب والخبراء ومن لف لفهم فالحقائق كلها هناك وكثير من الحلول موجود ايضا هناك على الارض وبين الناس ,استمع الى نبض الشارع ايها السيد الوزير فهو اهم من اي نبض اخر ايا كان ومهما كان.