الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2020-02-11  الساعة: 06:59:10
باركولنا, اجا دورنا بالغاز
بسام طالب

بداية نقول وبوضوح أننا مع البطاقة الذكية فلقد أثبتت التجارب ليس في سورية بل في العالم بأسره ان من الطرق الناجعة لمكافحة الفساد الحكومي وغير الحكومي هو اتمتة العمل واختصار دور العنصر البشري فيه

وهذا معناه ان تنجز تعاملاتك ومعاملاتك الحكومية (وغير الحكومية) وتكليفك الضريبي واستفادتك من السلع المدعومة وكل هذا وغيره عن طريق هاتفك المحمول او كومبيوترك النقال وبمساعدة الوسائط والتطبيقات المتعددة كبطاقات الاعتماد(الكريدت كارت) و البطاقات الذكية وغيرها,وهكذا نسير خطوات على طريق الوصول الى الحكومة الاليكترونية التي يصبح هامش الفساد فيها ضيقا جدا

المشكلة الرئيس التي كانت تواجه الدعم الحكومي هو ايصال هذا الدعم لمستحقيه ناهيك عن السرقات و الهدر والاحتكار والتوزيع غير العادل (مثال: في مرحلة من المراحل كان ربع المازوت المدعوم يهرب الى لبنان وربعه الاخر يذهب لغير مستحقيه وتدفأ به مسابح وفلل المسؤولين ومن لف لفهم والربع الثالث يشفطه ناس بسادكوب وناس بمحطات الوقود وسيارات التوزيع و اصحاب الطنابر المازوتيه وبالمحصلة لايصل الى المستحقين سوى ربع هذا الدعم سواء كان مازوتا ام بنزينا ام سكرا وشايا أم غير ذلك

هناك مشكلات في طريق السير بالبطاقات الذكية وخاصة في واقع كواقعنا الذي لانحسد علية وهناك جرأة كبيرة من شركة تكامل في خوضها غمار

هذه التجربة ومايقوله الآكاديمييون والمنظرون صحيح مئة بالمئة(نظريا) فان تطبيق الالية الجديدة في توزيع الغازلايمكن ان تتم في الظروف الحالية بحيث تحتاج الى بنى تحتية وحكومة اليكترونية وان الوصول للحكومة الاليكترونية يلزمه عشر سنوات اذا كان الوضع مستقرا

اذن نحن امام خيارين اما ان نلغي الدعم الحكومي والذي يكلف مئات المليارات لآن اقل من ربعه يصل الى مستحقيه واما ان ننتظر عشر سنوات لنصل الى الحكومة الاليكترونية وكلا الخيارين سييئين

والآمثل ان نبدأ التطبيق ونتعثر وتعترضنا عقبات ونحلها الى ان نصل الى افضل صورة ممكنة في ظروفنا الحالية للسير على طريق الحكومة الاليكترونية

نعم ممكن ان يكون احدهم في مشروع دمر وتصله رساله لاستلام جرته من الغاز من رنكوس وممكن ان تبقى جرار غاز تنتظر مستلميها اذ هناك اناس كانوا يشرون غازهم من السوق السوداء ومنذ اكثر من سنة خلت واناس يعيشون خارج البلد وهذه امور تحدث وتعالج ويلزمها تحديث للمعلومات وبعض الوقت

لقد عانى المواطن في بلادنا ماعاناه في ظروف الحرب وقبلها وبعدها,وليس من السهل ان تضيف له وجع راس جديد وتقول له احصل على بطاقتك الذكية واجا دورك بالغازلكن لابديل اخر سوى التأقلم مع المعطيات الجديدة

يضاف الى ذلك ان شعبنا معه كل الحق ان لاتدخل الى عقله سريعا قصص البطاقه الذكية وغير الذكية لانه تعود على مااسمه(الشندي وحاضر حلال وقبيض بقبيض وانزيل جيب اغراضك من السوق , وخلي مخزنك عبك)

ثم صار عندنا صرافات الية وبطاقات صرف ورواتب تدخل الى حسابك في البنك وغير ذلك كثير وكان يمكن ان نقطع اشواطا في هذا الاتجاه لولا الظروف الاستثائية التي مرت بها بلادنا خلال السنوات العجاف الماضية

كما وأن شعبنا لايهضم بسهولة قصة البطاقات هذه فله تاريخ مرير لايسر القلب ولا الخاطرمعها وما مر منها على راسه ومنها الحزبي و الشبيبي و الطلائعي و النقابي والآمني والانتخابي و اعرف مع مين عم تحكي وفرجيني بطاقتك وبطاقات ماانزل الله بها من سلطان(بالمناسبة انا لم استلم بطاقتي الصحفية منذ سنتين او ثلاث سنوات لآنهم اضاعوا لي ملفي وانا الان في السادسة والسبعين من العمر ولم يعد يعنيني هذا الامر وغيره كثير)

لذا لايلام المواطن اذا لم يستوعب قصة البطاقة الذكية وتندر عليها مااستطاع سيما ان لابديل عن ذلك سوى توفر كافة السلع والمواد في الاسواق وباسعار مقدور عليها وهذا امر محال في الوقت الحاضر او في المستقبل المنظور

الشيء الاخر الواجب على الشعب الكريم ادراكه ان الشركة المصدرة لهذه البطاقات الذكية ليست بائع غاز ولا مازوت ولابنزين او اي من السلع والخدمات الاخرى ولاتملك ايا منها وانما هي شركة تعمل في مجال خدمات الاتمته وتقانة المعلومات والاتصالات ولايمكن التلاعب في برامجها حتى لو شاءت ذلك بأن تغش مثلا وتعطي دورا لفلان المدعوم على حساب دور لمواطن اخر كما لايمكنها ان تعطي اخبارا لفلان ان دوره قد حان مالم تكن اسطوانة غازه جاهزه

مختصر الكلام قومي زلغطي يامرا اجا دورنا بالغاز وهلا بالبطاقة الذكية وهلا بالخميس.

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1222

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد