الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2021-10-04  الساعة: 02:33:01
وينك يابطاطا وين رايحه يا بطاطا
بسام طالب

وينك يابطاطا وين رايحه يا بطاطا

 

هناك علاقة خاصة بيني وبين البطاطا والسبب أنني حين عدت إلى سورية في أواسط الثمانينات حاولت الحصول على ترخيص من الجهات المختصة لإصدار مطبوعة خاصة (جريدة او مجلة ).  وهذا هو العمل الذي  أعتقد أنني أتقنه ومارسته طوال حياتي المهنية السابقة إلا إن جميع محاولاتي باءت بالفشل وتوجهت حسب نصيحة وزير الإعلام وقتها إلى العمل التجاري حيث قال:(الجريدة بتحبسك بس البيزنس بيخلي المسؤولين يصيروا صحابك) وبالشراكة مع آخرين أقمنا أول معمل في القطر لإنتاج شرائح البطاطا(الشيبس) من البطاطا الطبيعة إذ كان معظم الشيبس وقتها من البودرة وقد تعرفت حينها وعن كثب على البطاطا وأسواق بيعها وعلى كبار زراعها,وأدركت أن البطاطا شغلة كبيرة ليس في بلادنا بل ربما بالعالم أجمع فالانجليز وحدهم يلتهمون مئات الاطنان من الشيبس و(الفرنش فراي)أي البطاطا المقلية بالفرنسي أحب المأكولات لدى الصغار والكبار يلتهمونا بشراهة ولكنهم يخفون ذلك وتكاد لاتخلو وجبة من ووجبات الطعام السريعة منها ,لكن الذي لم يخطر على البال أن يعلو مقام البطاطا وتتدلل وتصبح أغلى من الفواكه وان ماكانوا يسمونها فاكهة الفقراء لم يعد بإمكان الكثيرين الحصول عليها. ففي لهيب الغلاء الذي تشهده الأسواق جن جنون البطاطا كما جن غيرها وبلغ سعره الكيلو غرام الواحد 1700 ليره وتجاوز ال 2000 في حارات الأكابر وقد جاء قرار الحكومة بمنع تصديرالبطاطا حكيما.. كي لاتحلق إلى مستويات لايستطيع الوصول إليها إلا الطبقة المخملية ومن يملكون الدولارات ويصبح الأغنياء فقط هم من يأكلون البطاطا . وياحسرتي على الفقير ماذا يأكل؟..  بعد أن حلق الفول والحمص والفلافل والمسبحة ناهيك عن الفروج الذي طار وعن البيض الذي أصبح يشترى بالبيضة الواحدة أما اللحوم فقد غاب حتى الحديث عنها لكن قرار الحكومة  بمنع التصديرهذا لايكفي.. وهو حل إسعافي سريع كان لابد منه , ولكن لابديل عن وضع استراتيجية متكاملة لتوفير المواد الإستهلاكية الأساسية للشعب بأسعار في متناول اليد وأعتقد أن هذا مايجب أن يكون هدف الحكومة  الاستراتيجي إذ لامعنى على الإطلاق أنه كلما هب لهيب الأسعار ليتناول سلعة ما أن نعود لتقنينها ودعمها وجعل بطاقة ذكية لها أو ماشابه ...  ذلك فهذا يدخل الشعب والحكومة في دوامة لانهائية تكبر وتتوسع ككرة الثلج,  ولايمكن السيطرة عليها تبقى قطبة مخفية في قصة البطاطا وغيرها من السلع الاستهلاكية..  وهي لماذا يكاد يتضاعف سعر البطاطا مابين المنتج والمستهلك النهائي وهي منتج محلي ؟ ولماذا العديد من السلع والمواد المستوردة أسعارها في الخارج أرخص من أسعارها في الداخل؟...

ويبدو أنه اتضح للجميع وكما يعلن وزير التجارة في كل مناسبه:فتشوا عن الفساد  

 

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 856

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد