الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2018-12-02  الساعة: 08:53:07
عودة لأزياء الثمانينات

من عرض كوتشينيللي - من عرض «مايكل كورس» - من عرض «بيربري  «مايكل كورس»

ليس غريباً على موضة 2018 التي تسيطر عليها روح نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، أن تعيد تقديم صيحة الكاروهات. جزء كبير مما يقدمه مصممو الأزياء يعتمد على استنساخ الماضي، فهو الإرث المضمون، ربما لا يقدمون أفكاراً جديدة بقدر ما يعتمدون على تصاميم يعشقها زبون الموضة لأنهم ينسجون منها قصصاً وحكايات من الماضي.

في حين تظهر الصيحات الحديثة على استحياء، يقدم المصممون صيحات قديمة بأسلوب الـvintage لتمثل منطقة الأمان في صناعة الموضة، وتقول مستشارة الموضة، غدير العجباني، إن الجزء الأكبر ربما 90 في المائة، مما تقدمه منصات عروض الأزياء يتمثل في إعادة تقديم الصيحات القديمة، أما الجديد الخالص فلا يتعد 10 في المائة. «يلعب كبار مصنعي الموضة على وتر الحنين للماضي، وهذا الأمر لا ينتقص من القدرات الإبداعية لمصممي الأزياء، ولكنها فقط أصول اللعبة التي تضمن حماية الصناعة» بحسب تقدير العجباني. وتضيف: «الكاروهات صيحة لم تختفِ من الموضة ولكنها فقط شهدت تطورات تُميز كل حقبة، واللافت أنها عادت لموضة الخريف والشتاء بما كانت عليه حرفياً خلال حقبة الثمانينات والتسعينات، حيث ميزتها المربعات كبيرة الحجم المستقاة من الترتان المميز للزي الاسكوتلندي القديم، حتى أنه إذا اقتنت المرأة قطعة كاروهات من خزانة والدتها ستبدو بإطلالة عصرية خالصة». أول ظهور لفكرة النسيج المزيّن بالمربعات كان في اسكوتلندا، وعُرف منذ 3 آلاف سنة باسم نسيج الترتان، إذ تم العثور عليه مدفوناً مع مومياء مدفونة في رمال الصحراء الغربية الصينية. لم يكن في ذلك الحين يمر بأعمال حياكة، فقد عُرف كقطعة نسيج تشبه العباءة الثقيلة تعتمدها العشائر الاسكوتلندية لدرء البرد القارس للشتاء. تغيرت شكل هذه النقوش المربعة بعد ذلك وشهدت بعض التطور على أيدي مصنعي النسيج البريطانيين والأميركيين الذين أعادوا تصنيع أقمشة الترتان بألوان وأشكال مستحدثة للمربعات الهندسية، حتى أخذت هذه الأقمشة شكلاً آخر سُمي بالكاروهات.

بعد اختفاء مؤقت، تسللت نقشة الكاروهات إلى الموضة خلال أسبوع لندن لموضة ربيع وصيف 2018. فهي نقشات مستقاة من الموضة البريطانية بالأساس، وقدمت دار بيربري، مجموعة مزينة بهذه النقشات التاريخية، بعد أن كانت قد توقفت عن تقديمها منذ خمسة عشر عاماً تقريباً رغبة في التجدد. وفي المحفل نفسه ظهرت دور أخرى تحتفي بالكاروهات باعتبارها نقشة بريطانية عريقة، ربما كان الهدف من عودتها هو دعم الموضة البريطانية في ظل تخبط سياسي واقتصادي. ويبدو أن هذه النقشة غازلت زبائن الموضة وأثارت الحنين للماضي وحكاياته، فلم تمر الصيحة مرور الكرام بينما بدأت تشهد رواجاً في موضة الشارع حول العالم، عززه عدد من المصممين خلال أسابيع موضة خريف وشتاء 2018-2019. فقدمت دار فيندي مجموعة من المعاطف والسترات والتنانير بنقشة الكاروهات، كما قدمت حقائب وأحذية بنفس النقشة، وشاركتها نفس الاتجاه دور أزياء أخرى مثل برادا، وغابريلا هيرست، وبالينسياغا، من ثم اتسعت الاختيارات التي سمحت بمزيد من الرواج. أما عروض أسابيع موضة ربيع وصيف 2019 فلم تخل أيضاً من الكاروهات، مما ينذر بتمرير هذه الصيحة لأعوام مقبلة، واللافت أن ما قدم من الكاروهات للربيع القادم استقى روحه من ألوان الزهور، فظهرت مربعات الكاروهات بتدرجات الزهري من خلال مجموعة مايكل كورس، كما تصدرت المربعات كبيرة الحجم بالألوان الزاهية عروض جيريمي سكوت. مهما تحدثنا عن منصات العروض وإبداعات المصممين، سيظل الرواج الحقيقي لأي صيحة هو الشارع، ويبدو أن أيقونات موضة الشارع باركن هذه الصيحة بأساليب إبداعية. يقول منسق الموضة مصطفى وحيد، إن صيحة الكاروهات من المنتظر أن تشهد مزيداً من الرواج، لأنها قدمت اختيارات متعددة، إذ «أصبح أمام

أي امرأة أن تختار إطلالة تزينها مربعات الكاروهات من الرأس إلى أخمص القدمين، دون خوف، أما اللواتي لا يفضلن المخاطرة فأمامهن عدة اختيارات أخرى مثل السترات الشتوية الأنيقة أو التنورة القصيرة أو البنطلون بقصة رجالية». وفي حين يرى مصطفى وحيد أن «الكاروهات عادت بنفس تفاصيل موضة الثمانينات والتسعينات وهو ما يحتم على المرأة إضافة أي لمسة عصرية من خلال حقيبة أو حذاء أو أي قطعة تعكس حداثة العصر وتغيره» تذهب غدير العجباني برأيها إلى منطقة أخرى تعزز من خلالها استدعاء روح الثمانينات والتسعينات بنفس تفاصيلها، وتقول: «الجديد الذي قدمته الموضة في صيحة الكاروهات لهذا العام هو أنه لا جديد، لذلك، إذا قررت اعتماد إطلالة كاروهات أظن أنني سألجأ لخزانة والدتي وأرتدي القطع كما هي دون الحاجة لإضافة أي تفاصيل، أرى أن إطلالة الماضي في هذا الشأن هي منتهى العصرية». قواعد تنسيق الموضة عادة ما تفرق بين المرأة السمينة والنحيفة، صحيح أن مربعات الكاروهات كبيرة الحجم هي الأكثر عصرية هذا الشتاء، إلا أن غدير العجباني تنصح بعدم اعتمادها لصاحبات الوزن الزائد، أو على الأقل عدم اعتمادها في المنطقة الأكثر بروزاً، وتقول: «صاحبات الأكتاف العريضة لا يناسبهن سترة بمربعات كبيرة، يفضل تنسيقها على المناطق النحيفة». من ناحيته، يشجع مصطفى وحيد تنسيق الكاروهات من الرأس إلى القدم «فهي تعكس جرأة المرأة». ولكن لهؤلاء اللواتي يفضلن الاختيارات الآمنة فلا مانع من اختيار قطعة واحدة من الكاروهات

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1177

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد