لم تعد المسألة مسألة غش بل أصبحت وباء!!
ياسر اسماعيل
|
||
الغش موجود في كل مكان وزمان ومنذ خلق الله ادم وحتى الساعة وكل الشرائع السماوية والدساتير الأرضية حرمت الغش وعاقبت مرتكبيه ولكن أن يصبح الغش قاعدة وهو الغالب والسائد في معظم أمور البيع والشراء وعلاقات الناس فهذا أمر جد خطير ويجب الوقوف عنده ليس كظاهرة بل كجانحة ووباء عليها ايقافه والسيطرة عليه. الجميع يدرك مدى الضائقة المادية التي يعيشها الناس ومدى الصعوبة التي يلاقونها لتأمين قوتهم اليومي مما دفعهم للجوء الى السلع الرخيصة مهما ساءت جودتها ,لكن الامر لو توقف عند هذا الحد لهان الأمر وأمكن علاجه لكن الغش كجانحة ووباء لم يقف هنا فأنت تنزل الى الاسواق يكاد كل شيء مغشوشا سواء في الطعام والشراب والغذاء والدواء واللباس والمنظفات واللحوم والدجاج والمياه وكل شيء,حتى اولئك الموسرين الذين يرتادون الأماكن السوبر سياحية ومن ذوات الخمسة نجوم فهناك غش ايضا وله ادواته وأساليبه! بمعنى آخر... أصبح الغش كالفساد له مؤسساته ومافياته وجذوره وينابيعه الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الانتشار الواسع للغش لكنها في الواقع لم تنجح في مواجهته او ايقافه او حتى الحد من سعة انتشاره والسبب انها تعالجه بوسائل تقليدية وتراقبه بواسطة مراقبين هم أنفسهم يعانون الأمرين في تأمين معيشتهم ومن هنا يتسلل الفساد الى مديريات حماية المستهلك وما يماثلها ولايقع في المصيدة الا قليل الحيلة وغير المدعوم ومن لايدفع المعلوم على الدولة أن تعالج اولا جذور هذه المشكلة وأن تبحث ثانيا عن وسائل عصرية ومعاصرة لمكافحتها فهي مدمرة للمجتمع ليس من الناحية الصحية بل من جميع مناحي الحياة.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور