الفتوى : كيف و الى أين؟
الفتوى : رأي أنساني نتج عن تماس التفكير الجاد بالنصوص الشرعية, الأصلية, و سميت بذلك لأنها في يدل على الجدة و الان و الخال . و هي اجتهاد شخصي في التعرف على مرادات الشرع في واقعة من الوقائع الحاصلة , بالاستناد الى النصوص الثابتة من قرأن و سنة و صحيحه . و الأصل في الفتوى أنها تقبل الخطأ و الصواب , حتى ولو صدرت عن جماعة من الفقهاء و الدارسين , لأنها استنباط بشري و اجتهاد أنساني. فإذا كانت الفتوى كذلك : فمت بال من يفتي منا في أمر يحرم على ىالاخرين مخالفته , وما بال من لا يفتي منا يحرم على الآخرين أن يفتوا أيضاً.
أيها المفتون على اختلاف توجهاتكم المذهبي , ومن كان منكم مفتياً بجدارة او بغير جدارة مهلاً في إعطاء الفتوى ثم ادرسو موضوع الفتوى دراسة واعية جادة , و اطلعوا على سائر جوانبه القريبة و البعيدة منها , و لا تستخنفكم عاطفة الحب والكراهية فتجانبوا الجد و السعي و الموضوعي و على تقصروا الحقيقة على فتاواكم , بل التمسوا الحقيقة فيها , و في غيرها التي أصدرت عن غيركم
فأن انتم رأيتم إنكم غير قادرين على إنتاج الحكم نتيجة عدم إحاطة منكم بالموضوع , او بآليات الاستنباط من النص , فقول : لا ندري , و العاقل من صدر المحقق و الموثق , و الاحمق من اكتفى لنفسه بنفسه , و اعرض عن صحيح صائب صادر عن غيره فالتقوى أمانة : فهل نرعاه؟ و الفتوى عطاء فهل نقدم الذي ينفع ؟ و لا نفع إلا إذا كان من الله و رسوله حقا. والفتوى بعد هذا كله توقيع عن رب العالمين .. فليعلم الموقعون إن لهم موقفاً بين يدي من يوقعون عنه , و سيسألهم : هل بذلتم للتوقيع عني ما آمرتكم ببذله لتكونوا لهذا أهلا ؟ و الله أعلم و علمنا , و في الدنيا نحن _ أيضا _ على علم بذلك (( فلنقصنن عليهم بعلم , وما كان غائبين ))
الدكتور محمود عكام |
|||
Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024 |