لسعات و شكاوي

حكايتنا مع الموز حكاية

أعتقد ان لاأحد منا نحن السوريون الا وفي جعبته ومخيلته قصه مع هذه الفاكهة العجيبة والتي اسمها الموز وفي مرحلة سوداء من مراحل مسيرة الموز في بلادنا انقسم المجتمع الى قسمين قسم أكلة الموز وقسم الطامحين والحالمين بأكله وهم الاغلبية من ابناء هذا الشعب

في تلك المرحلة كانت الهدية(المحرزة) التي تقدمها لمسؤول هو ان تحضر له 2كيلو او 3كيلو موز والمصدر طبعا لبنان لان استيراد الموز في تلك المرحلة كان ممنوعا

وقد تعمق الحقد الطبقي بين اكلي الموز والمتطلعين الى اكله الى درجة ان بعض مفتشي الجمارك اذا ضبطوا معك موزا مهربا على المنافذ الحدودية فانهم يطمحون الى مصادرته ولأن التعليمات لاتسمح فان بعضهم يدعوسونه باقدامهم انتقاما وثأرا لا من الموز نفسه بل من أكلته

وكنت اذا زرت احدهم وقدم لك موزا فهدا دلالة على ان الرجل من الاكابر او من علّية القوم الذين يأكلون الموز هذا المحرم حكوميا

ولست هنا بصدد نقاش عقيم لاطائل تحته حول مبررات المنع والسماح وحماية المنتج المحلي والحفاظ على العملة الصعبة وما الى هناك من أمور اوصلتنا الى تهريب حتى التراب من لبنان وفقدان معظم السلع والمواد من بلادنا والضرورية لاستمرار العيش والحياة وانتهى بنا الامر ان خسرنا بكل الحسابات سواء كانت حسابات الحقل ام البيدر

وبعد كل اللتيا والتي مررنا بها في مسيرتنا الموزية فيبدو ان العقل المسيطر والسائد في تشريع الممنوع والمسموح مايزال ذاك العقل الذي يؤمن بأن الاصل في الامور والاشياء هو المنع وبعدها يأتي الاستثناء بالسماح

ورغم ان كل العقائد السماوية وكل التشريعات الارضية في معظم اركان المعمورة تقوم على اساس ان الأصل في الامور والاشياء هو الاباحة ومن ثم ياتي المنع

كاشتثناء من هذه الاباحة فان بعضا من اصحاب القرار في بلادنا يقرأون الامور بصورة معكوسه ويتمترسون وراء عقلياتهم هذه

أعتقد ان البعد الاخطر في مسالة السماح والمنع هو ان هذه العقلية استعلائية ومركبةعلى الاستبداد واللاديمقراطية والنظر الى الشعب كقطيع يؤمر فيطيع,

والحل بمنتهى البساطة ان لايتواجد امثال هؤلاء في مواقع المسؤولية واتخاذ القرارات

مادعانا لاثارة موضوع الموز مجددا ماأصدرته وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية

مؤخرا، والذي سمحت من خلاله قبول طلبات استيراد مادة الموز اللبناني حصرا اعتبارا من تاريخ القرار ولغاية تاريخ 30 / 4 / 2019 وبما لا يتجاوز 500 طن فقط للمستورد الواحد بالطلب الواحد.

وان دل ذلك على شئ فانما يدل على ان قصتنا مع الموز مازالت مستمرة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا

------------------------------------------

حين تكون المنافسة بين المستوردين حرة وشريفة ونزيهة والفرص متكافئة للجميع فسوف تجد بين يديك سلعا ومنتجات جيدة ورخيصة الثمن كما في معظم دول العالم اما حماية المزارع المحلي فتكون بطرق اخرى لاتقوم على المنع بل بوسائل حماية للمنتج او المزارع تجعل منتجة منافسا في الاسواق وهذا كله يصب في نهاية المطاف في مصلحة الشعب

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024