لسعات و شكاوي

الله يرحم ايامك يامكدوس

كتبت مقالا منذ سنيين طويلة خلت عنوانه نحن نصنع المكدوس ولانصنع الدبوس وموضوعه اننا امة مستهلكة غيرمنتجة حتى في غذائها ولباسها ومعظم مرافق حياتها وأشرت في حينه اننا لسنا مستهلكين فقط بل مستهلكون سيئون واستشهدت بقول مدير كبير في شركة مرسيدس قال لي على سبيل المزاح انكم ويقصد أننا نحن العربان نغير سيارتنا المرسيدس عندما تمتلأ منفضة السجائر في السيارة بأعقاب السجائر

وقد تغيرت الدنيا كثيرا منذ ذاك الزمان وحتى الساعة وجرت

على أمتنا الويلات والمصائب وتامرت على نفسها وتامر عليها ليس الشرق والغرب بل جاءها السيل من جهاتها الاربعة ومن الانس والجان ومن دواعش هذا الزمان بكافة صنوفهم والوانهم

ومن تداعيات ذاك البلاء كان الغلاء الذي أصابنا وكان من ضحاياه صاحبنا المكدوس والباذنجان

كان المكدوس يّزين موائد الاسر الفقيرة والغنية والمتوسطة(حين كان عندنا اسر متوسطه) وكل حسب امكاناته فالفقير مكدوسته متواضعه وليست محشوة بالجوز وغارقة بزين الزيتون وانما على قد حالها لكنها متواجدة على موائده بل كان المكدوس مصنف طعاميا انه اكلة الفقراء والان وبعد

ان اصبح الفلافل والحمص والفول في مرتبة اعلى من امكانات الرجل الفقير فكان الاولى ان تصبح المكدوسة حلما صعب المنال

تصورو ان كلفة المكدوسة بالاسعار الحالية تصل الى 200 ليرة سورية" وان اسرة من خمسة اشخاص اذا تناولوا خمس مكدوسات فتكون الف ليرة قد طارت من ميزانيتهم

الحزن على المكدوس ليس فقط نابعا من فقدانه كطعام وانما من انه كان جزءا من الموروث والتراث الغذائي السوري وكان تموين المكدوس عادة متبعة عند أغلب الآسر السورية ففي اوقات الباذنجان والجوز والفليفلة الحمراء تقوم الاسر باعداد المكدوس وتجهيزه ليتم تناوله باقي اوقات السنة وسعيد الحظ هو من يكفيه تموينه الى العام القادم

كان اهل الخليج يطلقون علينا اسم شعب المكدوس ونطلق عليهم اسم شعب المجبوس والان بماذا سوف ينعتوننا بعد ان طار المكدوس لاأدري وكل مايمكننا قوله:

اللهم انا نسألك اللطف فيما جرت به المقادير

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024