أخبار الرياضة

ومن الحب ما قتل … جمهور تشرين لوحة جميلة ولكن؟!

لا يختلف اثنان على أن جمهور تشرين هو العلامة الفارقة والنقطة المضيئة في كرة القدم السورية على الأقل إن لم يكن بكل رياضتنا، فقدم أداءً لافتاً أجمل مما قدمه اللاعبون في أرض الملعب وبشهادة جميع المراقبين والمتابعين كان أعلى أداء من كل شيء يتعلق بكرتنا، ووصلت صورته وصوته إلى جميع دول العالم وهي رسالة جميلة تحدث عنها عمالقة الإعلام والرياضة والجميع يتذكر ما قاله عنه حارس مرمى منتخب مصر السابق والإعلامي المعروف أحمد شوبير.
وتفنن جمهور تشرين وأبدع في رسم لوحات على المدرجات رسم من خلالها حضارة سورية وكانت رسائله أجمل الرسائل.

رهبة الجمهور
ولكن للأسف لم يتم استغلال هذا الجمهور كأفضل ما يكون وتوظيف إمكانياته لمصلحة فريقه بالشكل المطلوب، فقد عبث بعض العابثين بكل لوحاته وعاثوا فساداً فيها في بعض المباريات فكان عبئاً لا عوناً وتسبب بعقوبات كبيرة هزت الكيان التشريني، وأصبح لاعبو البحارة يحسبون ألف حساب قبل لعب أي مباراة خوفاً من ردة فعل سلبية تؤثر فيهم وهذا ما حدث في أحيان ليست بقليلة.
كما دخل البعض في صفوف الجمهور ممن لا هم لهم سوى افتعال المشاكل مع الأندية الأخرى ولاعبيها ونجحوا إلى حد كبير في ذلك وأصبحت علاقة النادي معها- وأقصد الأندية- بأسوأ حالاتها لدرجة وصلت معها الأمور لقيام جمهورها بتوزيع الحلويات والاحتفال عند خسارة فريق تشرين أو تعادله في أي مباراة.

محاولات ولكن
ومن المؤسف له أننا لم نجد أي محاولة من القيادة الرياضية في اللاذقية أو إدارات النادي المتعاقبة لإصلاح ما يمكن إصلاحه والمحافظة على رونق هذا الجمهور وفاعليته، وحاول المسؤولون عنه فعل شيء ولكن للأسف هناك أمور أكبر من طاقاتهم وإمكانياتهم وكانت تحتاج لتدخل أكبر وطرق تحتاج فعلاً لمعالجين مختصين كما في كل دول العالم.
انتهى الدوري وخسر اللقب تشرين وأشار البعض إلى العابثين الموجودين في صفوف الجمهور وحملوهم المسؤولية في فقدان نقاط مؤثرة بسبب توتيرهم للاعبين الذين يلعبون بأقدامهم في أرض الملعب على حين عيونهم وقلوبهم وعقولهم على المدرجات، ولكن لم تنته العقوبات التي نالها الفريق بالدوري حيث سيلعب في الدوري القادم مع الوحدة ذهاباً وإياباً من دون جمهور ومباراته في حال التأهل للدور نصف النهائي مع الفائز من لقاء الطليعة والجيش من دون جمهور أيضاً، وفي حال عدم تأهله سيحمل العقوبة للموسم القادم فهل شعر الجميع بحجم الضرر؟

بين السلب والإيجاب
جمهور تشرين حالة استثنائية جميلة يجب أن تستمر ولكن بصورة ألوان قوس قزح التي نراها على المدرجات وليس بصورة سلبية ترسخت في ذهن البعض ويجب أن تتغير، وعلى كل القيادات في اللاذقية أن تعمل على ذلك بشكل جماعي لأن اليد الواحدة لا تصفق، ومنا أيضاً إلى أهالي الصبية واليافعين لتوجيه أولادهم إلى ضرورة حمل تربية المنزل معهم إلى المدرجات حتى تكون المدرجات قصة تشرينية وقصيدة ملونة بألوان الفرح دائماً.

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024