دبوريات

الله يحرق قلب كل من حرق قمح بلادي

الله يحرق قلب كل من حرق قمح بلادي

كل سنبلة قمح احترقت تدعو على من حرقها ان يحّرق في الدنيا قبل الاخرة,كل حبة قمح حرقت تدعو على من حرقها اوساعد على احراقها او تامر او تواطأ او تهاون او تخاذل او تكاسل او تغاضى ان يحرق الله قلبه وقلب محبيه

القمح ليس ثروة وطنية وحسب وليس نعمة من نعم الله التي لاتعد ولاتحصى فقط

القمح هو النعمة الوحيدة التي لايمكن ان تتحول الى نقمة الا حين يأتي خائن وعديم الاصل وقليل الشرف ويقوم باحراقه

المال والنفط والذهب والفضة والثروات المعدنية وخيرات الارض كلها يمكن ان تتحول الى نقمة وبلاء على اصحابها اذا اسئ استخدامها او توظيفها والشواهد في بلادنا العربية لاتعد ولاتحصى على ذلك

أما القمح فهو نعمة طاهرة مطهرة ,منها يصنع خبز الفقراء والاغنياء,وربينا وتربينا على ان نلتقط كسرات الخبز من الارض ونقّبلها ونضعها على جباهنا ونركنها في امكنة لاتطالها الاقدام لانها نعمة مقدسه

القمح اهم سلعة استراتيجية على سطح الارض وحين يفرط بها اصحابها او يتهاونوا في حقها تنهار دولهم وامبرطورياتهم

ظلت امريكا تنافس الاتحاد السوفياتي ومنظومة المعسكر الاشتراكي بكل صنوف الاسلحة وتتامر عليه سنين طوال ولم تفلح في ازاحته عن مكانته كقوة عظمى الى ان استطاع القمح الامريكي ان يتسلل الى المطحنة الروسية وعندها بدأ الانهيار والسقوط

نحن في سورية بلد زراعي في المقام الاول والاخير وقمحنا اضافة الى كونه احد ثرواتنا الوطنية فهو شرفنا وعرضنا ومن تعرض لاحراقه والنيل منه فقد تعرض لشرفنا وعرضنا

حزنّا اشد الحزن للحريق الذي اصاب كنيسة نوتردام في باريس هذا المعلم التاريخي الحضاري الكبير ,لكن براينا جريمة احراق حقل قمح صغير أكبروأجلّ وأعظم.

حقول قمحنا تحترق وبعض نواب مجلس شعبنا الموقر يخوضون معارك دونكيشوتية استعراضية فانتازية فيسبوكية لايكاتية(من اللايك) مضمونها اشبة بالبحث عن جنس الملائكة ومحورها الاستراتيجي هو:أن يعتذر فلان او أن يرفض الاعتذار .

حقول قمحنا تحترق وبعض من مسؤولينا ينترون خطبا انشائية عصماء حول الاخلاق والفضيلة و(ياأبناء شعبنا العظيم) تذكرنا بالمنفلوطي والرافعي وابن خلويه وابن مسكويه.

سئل ذات مرة احد المخضرمين من اعلاميينا في مجلس الشعب لماذا لاتكونون كالبي بي سي البريطانية فأجابه الرجل حين تكونوا كمجلس اللوردات البريطاني نكون نحن كالبيبي سي

اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا,والروعة هنا من الروع اي الخوف والعورة هنا ليست فقط اللباس غير المحتشم بل الكذب عورة والغش عورة والنفاق عورة وكل نقص وكل رذيلة عوره سواء صدرت من متدين ام من غير متدين.

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024