دبوريات

“بسكن مع حماتي .. أحسن ما عنّس طول حياتي”.. 

ضاقت سبل العيش بالناس, بكل الناس, حتى امست الحياة في حدودها الدنيا بعيدة عن متناول الكثيرين بل بعيدة عن اكثر من ثمانين بالمئة من ابناء الشعب

وفي ضوء هذا الواقع المؤلم اصبح اللهاث وراء لقمة العيش له الأولوية لدى معظم الناس وأمسى التفكير في الزواج امرا من سابع المستحيلات بل ضربا من الترف لايمكن الوصول اليه وعبثا لاطائل تحته,فمن يملك مليوني ليره ليشتري خاتما وزنه عشرة غرامات او اسورة متواضعة ثمنها خمسة ملايين ليره 

ولو افترضنا ان هناك من(ضاببلو شي خمسين مليون ليره على جنب فهم يادوب) يكفونه لشراء بيت متواضع ثمانين مترا مربعا في ضاحية نائية او مهملة خارج حدود المدن  وليغطي مصاريف العرس وتاتيث المنزل (من قريبو) (وكم شخص في طول البلاد وعرضها ياترى معه خمسين مليون على جنب ليزوج ابنه او ابنته)

من هذا الواقع المريرالمؤلم انطلقت حملات اليكترونية وصيحات ساخرة(وشر البلية مايضحك) على صفحات التواصل الاجتماعي باسم الفتيات الراغبات بالزواج ومنها

دهب مابدي دهب بيكفيني بيت من قصب

بسكن مع حماتي احسن ماعنس طول حياتي

كل قمحه مسوسه والها كيال اعور ..وينك ياأعور

بلابيت بلاسخام قرنه بس فيها ننام

وقد قوبلت بعض هذه الحملات بالرفض التام من قبل بعضهن فكتبت مروه تعليقا جاء فيه

(تضرب هيك جوازه وهيك عيشه خليكي مدفونه ببيت اهلك احسن ماتنفضحي وتندفني عند الغريب)

وكتب شاب معلقا على متطلبات الراغبات في الزواج قائلا:

بدها ست وجاريتين وهيه مابتعرف تقلي بيضتين

المشكلة هنا ليست فردية على الاطلاق بل لها اثارها الخطيرة جدا على المجتمع فالعنوسة من اشد الاخطار الاجتماعية, واثارها السيئة لاتنعكس على الواقع الحالي فقط بل لها اثارها المدمرة في المستقبل غير المنظور للمجتمعات

وبدلا من التنظير والخطب الجوفاء والندوات والمحاضرات حول اخطار العنوسه واسبابها ومسبباتها فعلى الجهات الرسمية المختصة(وهذه مسؤوليتها اولا)وعلى هيئات المجتمع المدني والاهلي المساهمة فورا في التخفيف من غلواء هذه المشكله

وكما ان لقمة في فم جائع افضل من بناء جامع  فكذلك ان تيّسر زواج شابين خير من مؤتمرين وندوتين ومأدبتين

 ,فتحسسوا جيوبكم ياأصحاب السعادة والمعالي وياأيها الاثرياء , جددا كنتم ام قدامى أم بغفلة من الزمن اصبحتم كذلك

بسام طالب