دبوريات

أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة

أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة

حلّت أعياد الفصح المجيد وهلّت هلالات شهر رمضان المبارك والناس جوعى, نعم جوعى وليس هناك كلمة ألطف من تلك الكلمة لتصف حال معظم الناس.

وحين نقول جوعى فلا يعد هناك معنى للبحث عن لماذا؟ و لماذا نحن كذلك؟ ولماذا وصلنا الى هنا؟ ومن أوصلنا, وكل ما يخص هذه اللماذا سواء كان من هنا أم من هنالك.

 المسألة الملّحة ولها الأولوية المطلقة هي: أن يطعم(بضم الياء) الناس, أن يأكل الناس.

فمن بإمكانه أن يطعم واحداً فليطعمه ومن بإمكانه أن يطعم عشرة فليطعمهم ومن كان بإمكانه أن يطعم مئة أو ألفاً فليفعل وأجره وثوابه على الله وما نقص مال من صدقة, فما بالك بمن أطعم أسرة جائعة في وقت عصيب كهذا؟

لن أطلب أو أسأل من معه  أن يطعم عشرات الألوف أن يفعل فلن يفعل, فمعظم هؤلاء إما أثرياء حرب أو حديثي نعمة وهم بخلاء منتنون إلا على ملذاتهم وشهواتهم ولهوهم وعشيقاتهم وفسقهم وفجورهم وتشاوفهم وتنافسهم في إظهار ثرائهم وفحشهم وفحش زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم, وتغص حلوقهم  حتى إذا أنفقوا مالاً حتى على أهل القربى من ذويهم الفقراء والمحتاجين علماً أن بعضاً منهم جاء من قاع الفقر والاحتياج لذا فهم حريصون على أن يبتعدوا مسيرة ألف عام عن ما يذكرهم بما كانوا عليه.

لقد دعى الحق جلّ وعلا إلى الاطعام الفوري للجائع في أوقات المجاعة  فالمسغبة في الآية الكريمة هي المجاعة وليست الجوع والاطعام في الآية الكريمة هو تناول الطعام وليس الطعام ذاته وها نحن في مسغبة والاطعام فرض عين على كل مقتدر أن يطعم ولو جائعاً واحداً.

وجاء في الانجيل الجليل (تصدق من مالك ولا تحول وجهك عن فقير) سفر طوبياً

(ومن يعطي الفقير لا يحتاج)سفر الأمثال

أيها الناس تراحموا وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

وأنتم أيها المغتربون اقتطعوا ثمن فنجان قهوة يومياً من دخلكم فيمكن أن تعيش أسرة كاملة عيشاً كريماً بثمن فنجان القهوة هذا.

ويا أيها التجار لا خير في كثير من نجواكم مالم تلتزموا وتتكفلوا دون ضجيج أو إرغام أو تشاوف بأخوة لكم في الوطن لهم الحق في العيش الكريم كما لكم.

وأخيراً يا أيتها الحكومة الرشيدة التي تعرف اللصوص الكبار ,أما آن الأوان ليتخلص هذا الشعب الصامد من جشعهم واحتكارهم ومضارباتهم

 

لقد آن الأوان وان وان, وادّاركوا الأمر قبل فوات الاوان.

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024