أخبار الرياضة

الرياضة الحلبية بين التدمير الممنهج وسوء الإدارة

الرياضة الحلبية بين التدمير الممنهج وسوء الإدارة

الرياضة الحلبية بين التدمير الممنهج وسوء الإدارة

لم يكن لأحد من محبي وعشاق الرياضة السورية عامة والحلبية خاصة أن يتوقع رؤية هذا الكم من الإخفاقات التي تعصف  بأندية مدينة حلب الشهباء  (الاتحاد _ الحرية) هاتان القلعتان اللتان رفدتا المنتخبات الوطنية بأسماء عديدة ومواهب تركت بصمتها.

ويرى بعض المتابعين إن كثرة التغييرات التي حصلت في مجالس إدارات الأندية وإبعاد الأشخاص القادرين على تصحيح المسار في كل مرة وإدخال الأشخاص الذين لا يمتلكون أدنى مقومات الأهلية لهذا العمل يأتي ضمن خطة ممنهجة لإيقاف عجلة تطور رياضة الشهباء لان التغيير المتكرر وخاصة في بعض الحالات التي يغيب عنها أسباب التغيير تخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وهذا الأمر معروف من قبل الجميع ، حيث أن  التعيينات  واختيار الإدارات يتم  بشكل شخصي وغير مدروس  ووفقاً للأهواء والتبعية والولاءات، وليس  حسب القدرة على قيادة الدفة بشكل جيد وصحيح حتى يتسنى لأصحاب القرار السيطرة والهيمنة على أمور الأندية وإجبارهم على المشي في تيار رغباتهم، لذا نشاهد في كل مرة  استبعاد من يملك الشخصية القوية والنفوذ وتعيين صاحب التبعية والضعيف.

إضافة إلى ذلك إبعاد الداعمين عن مجالس إدارات الأندية في ظل شحها المالي والاستثماري من خلال إجبارهم على دفع مبالغ كبيرة قبل إعلان أسمائهم كأعضاء في مجالس إداراتهم.

حيث تعيش الرياضة الحلبية في وقتنا الحالي حالة من عدم الاستقرار والتخبط على المستوى والإداري من خلال كثرة الإدارات المتعاقبة التي تعمل كل واحدة منها على نسف ما عملته الإدارة السابقة حتى وإن كان صحيحا ويأتي كل ذلك تحت مسمى "محاربة الفساد والعمل لمصلحة النادي" لكن في الواقع الأمر مختلف تماماً حيث تعمل كل إدارة جديدة بشكل مرحلي لمحاولة نسب إنجاز يضاف إلى مسيرتهم دون التخطيط إلى المستقبل والعمل على البنى التحتية إضافة إلى ذلك تصفية الحسابات الشخصية مع من سبقوهم والبدء بالتحدث عن سلبياتهم وأخطائهم لكسب مودة وعطف الجماهير المتعطشة إلى رؤية ناديها في المكان الصحيح على سلم الترتيب، متناسين بشكل كامل أن العمل الإداري ليس منصب اجتماعي للشهرة وبناء العلاقات الشخصية.

والتغيير وعدم الاستقرار لم يكن على المستوى الإداري فحسب إنما على المستوى الفني من خلال التغييرات المتكررة والتوقيع بشكل عشوائي مع لاعبين يفتقدون لأدنى مقومات الاحتراف.

وما زاد في الطنبور نغماً هو عدم وضع تلك الإدارات خططاً مالية منذ بداية العام وتوجيه كل مواردها المالية والإنفاق دون رادع على فئة رجال كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى ما أجبرها على الاستدانة وتسجيل الديون الكبيرة على خزينة ناديها.

فعدم إدارة موارد النادي المادية بالشكل الأمثل وعدم الاهتمام بقواعدها العمرية التي تقدم مستوى جيد في مسابقات الفئات العمرية وغياب روح المحبة والتعاون بين أبناء النادي الواحد أدت إلى إيصال الرياضة الحلبية إلى أدنى مستوياتها.

وفي الختام ليس من المعيب أن نستفيد من تجربة نادي عفرين الطامح في الوصول إلى دوري الأضواء وتقديمه مستوى جيد في منافسات دوري الدرجة الأولى معتمدا فقط على دعم ابناءه والعمل الجماعي تحت اسم ناديه وليس لحساب أشخاص في تصحيح المسار.

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024