دبوريات

كلو إلا الواتس أب

كلو إلا الواتس أب

كلو إلا الواتس أب

 

هزتان ارتداديتان أصابتا الواتس أب والانستغرام والفيس بوك مؤخرا ومرتا بسلام كونهما لم تتجاوزا الحد الأدنى للهزات على مقياس الفضاء الألكتروني. ولو حدث غير ذلك لانهار النظام بأكمله أما من جهتنا نحن المستهلكين الرديئين للتكنولوجيا والمشخبطين والملخبطين في مواقع وساحات التواصل الاجتماعي نقول: يصطفوا ومادخلنا، والمهم يبقى الواتس شغال سواء كان واتس أبّا أم تلغراما أم غير ذلك.  ومن جهتنا أيضا نحن المبحوتون في ساحات وباحات ومنصات الفضاء الأنترنيتي ندرك أن لا خوف علينا ولاما يحزنون مما يجري فقد أوجدوا لنا بدائل جاهزة عن الواتس وغير الواتس لاحبا وكرامة بنا بل استمرارا لاستحواذنا وبقائنا تحت السيطرة شئنا أم أبينا أذن سبع ساعات من التوقف كلفت صاحب دكانة الواتس أب سبعة آلف مليون دولار وكلفت النظام كله خسائر تزيد على ميزانيات عدة دول مجتمعة. لكن ما حصل دعانا إلى التساؤل الحاد والمقلق وهو: كيف، وهل يمكن أن نعيش بلا واتس أب، وكانت الإجابة العفوية والتلقائية لمعظمنا: كلا وألف كلا فلا حياة لنا من دون واتس (نعم غلي الخبز ولكن شو المشكلة بنلاقيلها حل، صار كيلو البطاطا بألفين إيه مندبرها، البيضة الواحدة راح توصل للخمسمية إيه شو نحنا مفطومين ع البيض، مقطوعة الكهربا إيه ماشي الحال خلص الغاز. انقطعت المي ما في ولانقطة مازوت بالسوق كلو بيهون..........) ورغم أننا نحن المتلّقين والمستقبّلين والمستهلّكين لا علاقة لنا بهذه الصناعة الرقمية لا من قريب ولا من بعيد ولولا قلة منا في عالم الغرب وفي الشمال يعملون فيها حيث يصنع الحدث لقلنا لا مشاركة لنا أيضا في صناعتها. إلا أننا ورغم ذلك نجول ونصول على صفحات التواصل الاجتماعي كأننا مارك روزنبرغ صاحب الفيس والواتس والانستغرام ونعبث في هذا الفضاء الأنترنيتي وكأننا ورثناه عن أجدادنا كابرا عن كابر

الواتس أب هو موقع الدردشة الأول في العالم ونحن أمة من القّوالين وجدنا ملعبنا فيه, لأننا شعب بيحب الحكي ويعشق اللت والعجن, وعديدنا يثرثر بمناسبة وبغير مناسبة ويفهم في كل شيء ويدلي بدلوه في كل شيء وكل واحد كتب كلمتين صار طه حسين وكلو صار المتنبي وشكسبير وأهم من نزار القباني وجرير وهادا بخطط وهادا بينظروهادا بوجّه واللي بيستفزك أكتر من كل هدول اللي بيحكيك عن مؤامرات كونية تسعى لمعرفة شو طبخت مرتو اليوم وشو قالت أختو نبيهه لجوزا نبهان معظم مكالماتنا الهاتفية ورسائلنا ومحادثاتنا الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي لا مضمون لها أو مضمونها فارغ وهي إما( سلامات وكلامات أو نّم على الأخرين أو رمي بلاء أو نقل كلام أو كشف أسرار أو فلانة شو عملت وعلانة شو ساوت أو فلان شو صار معو مصاري وفلان اللي حاطط عينوا على فلانة وثرثرة عن الفضائح وغيبة ونميمة ومن تطلق ومن سيتطلق ومين نفخت ومين شفطت و....و....  والخ) ومعظم هذا النشاط الواتس أبّي والانستغرامي وبعض الفيس بوكي هو غيّرة وحسد وتسلية وتزجية للوقت فيما لا طائل تحته، وكثير منه تشاوف ومباهاة وفشخرة حتى في عدد المتابعين وعدد اللايكات ومين حطلي لايك ومين ما راح حطلو والخطير في بعض ما يحدث أنه كشف لأمانات المجالس ولأسرار البيوت. ولخربان البيوت. نتساءل هل جمعنا وجّمعنا الفيس والواتس على كلمة سواء فيما بيننا في حين فرقنا وشتت شملنا كل شيء غيره؟ نجيب بلا واضحة وصريحة بل على العكس من ذلك

فقد نقلنا إلى هذا الفضاء الأنترنيتي كل أمراضنا وعاهاتنا وعصبياتنا وجاهليتنا ونرجسيتنا الفارغة وصرنا شعوبا وقبائل ومزقا أكثر مما كنا عليه، وكل سلاح له حدين ونحن غالبا ما نختار الحد السيئ.

 

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024