دبوريات

(شخاخة هالبندورة)\rيجب إعادة النظر في مجمل سياساتنا الزراعية

 

(شخاخة هالبندورة)
يجب إعادة النظر في مجمل سياساتنا الزراعية
 
بسام طالب
ربما كانت زلة لسان أو خطأ غير مقصود حين صرح ذاك المسؤول بأن البندورة هذه الأيام هي للخاصة وليست لعامة الشعب واللي حابب ياكل بندورة مومشكلة يستنى للصيف حتى ترخص (هذا اللهم اذا رخصت)
,المشكلة أن البندورة بالذات استثناءا عن كل الخضراوات والفواكه تحتل مكانة خاصة عند الفقراء وبخاصةأولئك الذين يحّصلون أجورهم من عرق جبينهم وكّد أيديهم فالواحد من هؤلاء يقضي على جوعه برغيف أو رغيفين من عند الفران وبندورايتين من عند الخضري ورشة ملح مجانية من عند الحمصاني وهذه الحفلة التي هي بمتناول الجميع كانت تسّمن وتغني من جوع وكان الخير مايزال بين الناس فصاحب الفرن وبائع الخضار حين يرى ذاك الكادح (المتعيش) يود الشراء فكان غالبا مايقدم له خبزاته وبندوراته وأحيانا فوقهم شيئا أخر بلا مقابل كانت البندورة صديقة الفقراء ومتواجدة على موائدهم والعنصر الرئيس في معظم مايطبخونه
كان معظم السوريون في مواسم رخص البندورة يعصرونها بأيديهم ويجّففون العصير تحت أشعة الشمس ليمّونوا رب البندورة الزهيد التكاليف ليستخدمونه في طبخهم ونفخهم ويعوض في كثير من الأحيان عن البندورة الطازجة وبخاصة شتاءا حين ترتفع أسعارها
كان معظم الباعة يدورون في الأحياء الشعبية وغير الشعبية وحتى الراقية ينادوون:شخاخه يابندورة والمقصود أنها ريانة وتعصر كثيرا وترى صواني البندورة المعصورة منتشرة ومنشورة على ’سطح البيوت والعمارات وفي كل مكان وكنت ببضع ليرات فقط تشتري صندوقا طازجا من البندورة التي تفتح النفس
وجاءت الأزمة لتنشب أظافرها في حياتنا وتحّمل فقرائنا ومتوسطي العيش منا احمالا فوق أحمالهم فاتسعت رقعة الفقر والحاجة والعوز يضاف إلى ذلك أن سياساتنا الزراعية لم تكن ناجعة ومخططة التخطيط السليم ناهيك عن فساد أكل الأخضر واليابس وفوق كل هذا تضخم وأزمة غذاء وغلاء عالمي سريع ومفاجئ في كافة السلع والخدمات من تداعيات الكورونا والحرب الروسية الأوكرانية
-------------------------------------------------
يجب إعادة النظر في سياساتنا الزراعية بالمجمل وذلك في ضوء مايمر به العالم الآن والخوف كل الخوف من أمة لاتأكل مما تزرع

 

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024