دبوريات

ساووك علف للحيوانات ياخيار

 

ساووك علف للحيوانات ياخيار

 

أقول الصدق فقد دمعت عيناي حين رأيتهم يفرغون صناديق الخيار ليطعموها للحيوانات لأن انزالها إلى الأسواق وبيعها لم يعد مجديا لهبوط أسعارها وعدم إمكانية تصديرها وما إلى هناك من مبررات وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان, فالتبريرات والأعذار وتقاذف التهم جاهزة دوما وبنهاية المطاف خسر الفلاح والمنتج جهده وماله وكده وعرقه, وكنا بالتوم وصرنا بالخيار ولاندري إلى أين ستمضي بنا الأمور

المضحك المبكي في المسألة أن المواطن في معظم أوقات السنة بل في أحد عشرشهرا من شهور السنة كان يشتهي أن يكون بمقدوره أن يشتري كيلو خيار ويدخله على بيته  ليأكل هو وعياله وكان عاجزا عن ذلك لغلاء أسعاره والآن تهاوت الأسعار وصار الحل بأن يصبح الخيار علفا للحيوانات

استحلفكم بالله مالذي يجري ولدينا كل مالدينا من مؤسسات وتنظيمات واتحادات وشعب وفروع ووحدات إرشادية ووزارات مختصه, ورغم كل هذه التعبيرات التنظيمية والإرشادية والتي تبرمج وتخطط  والله وحده أدرى ماذا تفعل وبنهاية المطاف التوم يبس وأصبح علفا للحيوانات وكذلك الخيار والحبل ع الجرار

ياجماعة الخير عادل إمام من خمسين سنة وعلى خشبة المسرح أشار إلى نواح عدة لاستخدامات الخيار فقال على ما أذكر(أنا مش عايز خيارخللوه احشوه) صّدروه  ياأخي وزعوه ببلاش على الشعب ناهيك عن استخدامات وفوائد لاتحصى للخيار كدواء وكعلاج وفي مستحضرات التجميل وخلافه

أما أن ينتهي به الأمر علفا للحيوانات والشعب يتمنى تواجده على طاولات طعامه فهذا أمر لايغتفر ولاشك أن كل المعالجات المتداولة عقيمة ولاجدوى منها

حين حاولوا ترجمة الجملة التي قالها عادل إمام في إحدى مسرحياته إلى اللغة الانكليزية وهي (القرع لما استوى قال للخيار يالوبيا) عجزوا عن فهمها فترجموها نصا وليس روحا وكان المقصود (أن الدنيا مخربطة وفايتة ببعضها , وأن مافيش فايدة ياصفية)

(أنقول لكم أن التوم لما يبس قال للخيار ع المعلف ياصاحبي)

كفى..

فنحن بأمس مانكون إلى مراجعة شاملة لكل استراتيجياتنا هذا إن وجدت ولتكتيكاتنا وخططنا وأولوياتنا وبديهياتنا فهناك عقم يجب علاجه وقد أثبتت معظم الطرق والوسائل والسبل القديمة عدم جدواها ولابد من استخدام وسائل وأدوات جديدة وعصرية ومعاصرة وعقول مهمتها وأولويتها صنع الصح وليس تبرير الغلط

 

 

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2024