النصر المبين وديكتاتورية الأقليات!
بسام طالب
|
||
في علوم السياسة والاجتماع يتحدثون عن ديكتاتورية الأكثرية أو استبداد الأغلبية وهي من الماّخذ التي تؤخذ على حكم الغالبية حيث تسعى هذه الغالبية إلى تحقيق مصالحها ومعتقداتها وتفرض سلوكها على الآخرين أي الاقليات وهذا يؤدي بالضرورة إلى نوع من الاضطهاد عليها، شبيه بما كان يمارسه الطاغية أو المستبد على عموم الشعب. هذا الكلام، ليس فقط، لا ينطبق على الحالة السورية بل ينجرف إلى نوع من قلب المعادلة حيث تحرر الشعب من قيودة وأغلاله وخوفه والتي استمرت لستة عقود إلى نوع من تحدي السلطة الشرعية التي قامت بتحريره تحد ناجم عن إحساسه بأنه أقلية وتسنمت السلطة الغالبية فيه فهو مستهدف شاء أم أبى! الحالة السورية فريدة من نوعها حيث دفعت الغالبية -ليس غالبية- الثمن حتى تحررت البلاد بل دفعت بالواقع كل الثمن حتى تحقق هذا النصر المبين (القتل والتشريد والتعذيب والبراميل المتفجرة والكيماوي و99% بالمئة من الشهداء و و وكل هذا كان من نصيب الأغلبية) ليس بواقع أنها أغلبية بل بواقع استهدافها من النظام البائد واعتبارها عدوه الرئيس يدافع أفراد من الأقليات (هذه مجرد تسمية أكاديمية لزوم البحث فالشعب واحد والوطن واحد ولا أقليات ولا أكثرية بمفهوم الشعب والأرض والوطن) عن وجودهم بأسلوب الهروب الى الأمام وذلك بمواقف تحمل معاني التشبث الديني والطائفي والمناطقي والمذهبي وما إلى ذلك) وبتحدٍ للسلطة المحررة والغالبية التي تنتمي إليها. وبالمحصلة تبدو المعادلة وكأن الغالبية في قفص الاتهام وعليها أن تدافع عن نفسها وسلوكها وأقوالها وأفعالها أمام هيئة القضاة التي تمثل الأقلية والأقليات وبذلك تبدو الصورة وكأن الاقليات تمارس ديكتاتورية تجاه الأغلبية وعلى الأغلبية أن تدافع عن نفسها وتبرر سلوكها وتصرفاتها وحركاتها وسكناتها. هذا الوضع الشاذ حدث ويحدث وكانت أخر تجلياته في كلام البطريرك وسبقه كلام الهجري وتسريبات قسد! هذه الشعبوية أن كانت مفهومة ومقبولة من بعض الأفراد فهي مرفوضة ممن يتسنمون مواقع القيادة سواء كانوا روحيين أم غير ذلك لأن الأمر حينها يتجاوز مواقف المشاعر والأحاسيس إلى موقع أخر خطير جدا وهو أن لهؤلاء القادة أجندات يعملون على تحقيقها تحت لافتة الدفاع عن حقوق الأقليات! إن القيادة الحكيمة وعلى رأسها الرئيس الشرع أثبتت جدارتها في إدارة الأزمات وفي تجاوز الكثير من العقبات والصعوبات تعي تماما من الذي دفع الثمن الغالي والرخيص حتى تحقق هذا النصر المبين!
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور