|
وراء هذا النصر المبين أناس من ذهب!
بسام طالب
|
||
|
رحب بي موظف الهجرة والجوزات في قسم القادمين قائلا أهلين بالعم، فأعطيته جوازي السوري المنتهي صلاحيته فنظر فيه برهة ثم أضاف: لا يوجد ياعم على جوازك خروج من لبنان فقلت له معك حق فقد دخلت على لبنان وخرجت منه بجوازي الكندي وأبرزته له، فسألني: وين بتحب أختملك على الكندي أم ع السوري فأجبته ع السوري اذا سمحت، فقال لي: تكرم، وختمه باسما! فخرجت والفرح يغمر كياني! اذ لم أعّود أو أتعود أن أعامل كمواطن ولا حتى كبني ادم. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فمنذ بضع سنوات كنت خارجا من سوريا الى لبنان للسفر من مطار بيروت، فأعطيت جوازي السوري لموظف الجوازت في قسم المغادرين فتأمله مليا وقلّبه طولا وعرضا ثم سألني معك جنسية أجنبية فقلت نعم... فقام من كرسيه ومضى والناس فوق بعضهم بعضا من شدة الزحام والمصطفون ورائي ينظرون اليّ شذرا مذرا وكأنني المسؤول عن ترك الموظف لعمله ثم مضت بضع دقائق حسبتها دهرا، وحين عاد الموظف قال لي بلهجة امرة: روح راجع الضابط اللي بالزاوية هنيك جوازك عنده لم أكن في الواقع بحاجة الى هذا (الأكشن ) الإضافي غير المتوقع ليمتلكني الرعب ويستولي علّي الخوف... فقد كنت كذلك كلما عبرت حدود بلادي (الحبيبة) دخولا او خروجا برا او جوا أتوقع أن أعامل كمتهم مدان حتى لو ثبتت براءته... استعذت بالشيطان الرجيم وقرأت المعوذات وتوجهت الى غرفة الضابط ..قلت للحاجب: قالوا لي شوف الضابط... أجابني بعنجهينة وفوقية: ايه روح صف ورا هدول، والحق اني من خوفي ورعبتي ما شفتون كلون لهدول وكانوا حوالي خمس عشرة شخصا، وحين جاء دوري دخلت الى غرفة مشبعة بالدخان والمدخنين ويجلسون على كنبات ومقاعد أكل الدهر عليها وشرب ويحتسون المشروبات (تذكرت صاحبنا تبع المرطبات) كان الضابط يتكلم على هاتفه الأرضي وبذات الوقت يرن موباله، فأغلق سماعة الهاتف الارضي بيده وسألني: شو الجنسية الأجنبية اللي معك؟ فأجبته: كندية وحين أردت ان اريه جوازي الكندي قال لي روح معو، وكان الشخص الذي عليّ أن اروح معه الحاجب الذي كان يقف على الباب. رحنا معه وعند زاوية الباب الخارجي حيث موقف خاص بالموظفين قال لي الرجل:عليك مراجعه أمنية وسيادة الضابط رح يمرقلك ياها ولما حاولت الاستفسار.. قال لي بلهجة حاسمة: أنا مابعرف شي بدك تستفسر رجاع صف عند الضابط، فكرت قليلا وترددت قليلا ثم قلت له شو بتأمر؟ قال: مو أنا اللي بيأمر الضابط اللي بيأمر، مية دولار أعطيته المئة دولار. فقال لي: استنى هون لجبلك جوازك مختوم!
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور