المبادئ والمصالح ..!
يونس خلف
|
||
المبادئ والمصالح ..!
من مظاهر حياتنا اليومية إشكالية التوصيف الواقعي لحياة الفرد ، هل التقويم يكون للأداء ، للنزاهة ، للصدق والوفاء ، لمدى الحرص على المصلحة العامة ، لمدى توافر المبادئ العامة وليس المصالح الخاصة .؟
من هنا تظهر جدلية المبادئ والمصالح وجدلية العلاقة بين السياسة والاقتصاد وجدلية العلاقة بين العرب والغرب وجدليّة العلاقة بين المثقّف والسلطة وبين الأخلاق والسياسة .
المبادئ هي التصورات والسلوكيات التي يختارها الإنسان بحرية ويعتقد صحتها وجدواها ، وهذه المبادئ ليست على درجة واحدة من الأهمية .
تتقاطع المبادئ والمصالح فالمبادئ راجعة الى الفرد والمصالح مشركة بين الناس والناس بطبيعة الحال مختلفون وليس الاختلاف مناقضا بالضرورة للتعايش وتبادل المنافع والناس في المبادئ والمصالح على مناهج مختلفة وطرائق متباينة فمنهم من يضحي بالمبادئ لتحصيل المصالح ، وذلك إما لضعف في الإيمان بتلك المبادئ ، أو لبطلان تلك المبادئ أصلا . ومنهم من يجمع بين التمسك بالمبادئ والسعي لتحصيل المصالح لأن المبادئ الصحيحة لا تتعارض مع المصالح الحقيقية .
المبادئ والمصالح تقوم عادة بتصنيف الأشخاص إلى مبدئي و مصلحي (نفعي) الحالة الأولى تكون سمة للشخص الذي تهمه المبادئ بينما الحالة الأخرى لمن كانت مصالحه الذاتية أول اهتمامه أما في عالم السياسة فإنّ المبادئ السياسية والمصالح السياسية مترابطة ولا يمكن الفصل بينها وتتغير بحسب الزمان والمكان، فالمبادئ هي مجموعة الأهداف والقواعد والأسس التي تتحدد على أساسها السياسة والمصالح هي مجموعة الأعمال لتحقيق هذه الأهداف وهي تمثل الممارسات التطبيقية في العلاقات السياسية بين أي دولة والدول الأخرى .
لقد افترقت السياسة عن الأخلاق في الممارسة والواقع الميداني كثيراً حتى أصبحا نقيضين فأضحى العمل السياسي فعلًا لا أخلاقيًّا في رأى كثيرين رغم اشتراكهم في ذات الغاية وهي تحقيق خير الإنسان . لكن المهم اليوم في هذه الظروف الصعبة والضاغطة إلى أي مدى صارت الفجوة كبيرة وواسعة بين المبادىء والمصالح .
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور