السلطة الرابعة وليس التابعة..!
يونس خلف
|
||
أي سلطة تكون مستقلة، فهي تمتلك باستقلاليتها ومقدراتها الذاتية تأثيراً في الشأن العام ربما يتفوق على التأثير المأمول من السلطات الثلاث الأخرى مجتمعة.
والمعروف أنه لم تكن الصحافة سلطة رابعة انطلاقاً من كونها امتدادا للسلطات الأخرى تعمل معها بناء على أهداف ورؤى متطابقة وتلتزم بمسار يمكن أن يغلب عليه الجانب الوظيفي أقرب منه إلى الجانب الإبداعي الحر، وإنما كانت كذلك باعتبارها كيانا مستقلا يوازي ويناظر هذا الكل الآخر الذي يتكون من السلطات.
ولا يمكن النظر إلى الصحافة بمعزل عن دورها ووظائفها وهي ممارسة الدور الرقابي حيناً والتوجيهي حينا آخر بالتوازي مع كل ما يتعلق بالشأن العام، وبارتفاع منسوب الحرفية تستطيع تجاوز الحذر الموجود بين السلطة والصحافة من خلال النزاهة والانحياز لما تراه حقا وواجبا وطنياً سواء انصب هذا الحق في جانب السلطة وسياساتها أو اتخذ موقفاً منها.
وأعتقد إن نقطة قوة السلطة الرابعة ونجاحها في أن تكون الأقرب إلى الناس هي من مصداقية الكلمة، ومن نقل الواقع على حقيقته، والأهم من ذلك أيضاً أن لا تتنفس الهواء من خارج الجسم الإعلامي.
لذلك لطالما قلنا إن المشكلة فينا أحياناً، صحيح أن الصحفي السوري يعاني من ظروف صعبة بدءاً من الوضع المعيشي، وعدم توفر اي مصدر آخر غير الراتب، ومن عدم قدرة اي صحفي اليوم على الاستمرار في الحياة مروراً بالقيود التي تمنعه من ممارسة دوره على أكمل وجه، ووصولاً إلى غياب اي شكل من أشكال الدعم للصحافة والصحفيين من قبل الحكومة... إلا أن المشكلة تكون فينا ايضاً عندما نتحول من سلطة رابعة إلى تابعة، لا نريد أن يزعل منا أحد من المسؤولين عندما ننتقدهم، وعندما ننفذ ما يريدون ويشتهون، ونضحي ببعضنا بينما هم يضحون بنا، ولا يرتفع صوتنا حتى للمطالبة بحقوق الصحفيين الضائعة، فكيف يكون الأمر بالنسبة لحقوق الآخرين من المواطنين الذين ينظرون إلينا بأننا مرآة المجتمع وجسر التواصل مع المسؤولين.. فهل انكسرت المرآة وتحطم الجسر.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور