|
عـالم عـجيب.. يأكل ويشرب النفط يومياً..!
الوطن
|
||
|
عـالم عـجيب.. يأكل ويشرب النفط يومياً..!
يصعـب عـلى أغلب الناس فهم كيف يؤثر ارتفاع أسعار الطاقة في كلف المستهلك لشراء المواد الغذائية والألعاب والإلكترونيات ومستحضرات التجميل والأسمدة، وكل منتج آخر يمكن أن يخطر على البال، لدرجة أن العلماء يقولون إننا نشرب ونأكل البترول كل يوم، ولكن ما صحـة هذا من الناحية الحرفية! وكيف دخلت مشتقات النفط في مختلف أوجه حياة البشر؟ ونضيف أن ما يحدث في أسواق النفط لا يبقى أبداً في أسواق النفط، بل يمتد إلى السلع والخدمات كافة؛ فهو يدخل في تركيبة كل منتج تقريباً يمكن أن يخطر على البال.
#ولاننسى أن مصطلحي النفط والبترول يستخدمان بشكل تبادلي للتعبير عن الشيء ذاته، إلا أن الدقة تقتضي تحديد المفاهيم بشكل أوضح، فالنفط الخام هو خليط من الهيدروكربونات الموجودة كسائل في الجيولوجيا الجوفية ويبقى سائلاً عند استخراجه إلى السطح، أما المنتجات البترولية فتأتي من معالجة النفط الخام والسوائل الأخرى في مصافي البترول.
أصبحت الطاقة أحد أسباب التضخم (أي الزيادة المستدامة بأسعار السلع) وتظهر البيانات، أن الأسعار ترتفع بوتيرة سنوية تقارب 10 بالمئة في الولايات المتحدة وبنسبة متقاربة في باقي دول العالم، كنتيجة لارتفاع أسعار البترول، وهو ما يجعلنا نقول مجازاً إننا نأكل البترول ونشربه كل يوم، من خلال الاستهلاك المتزايد لمنتجاته التي تدخل بكل شيء تقريباً.
البترول كوقود سائل، للسيارات والطائرات والمركبات الأخرى، وقد استخدمت أميركا 71 بالمئة من إجمالي استهلاكها البترولي عام 2020 (6.6 مليارات برميل) في وقود، مثل الغاز والديزل ووقود الطائرات، وفي مولدات الكهرباء لتوليد الطاقة
#عـلاوةً عـلى كون البترول يعد أيضاً عنصراً أساسياً في كثير من الأشياء الاستهلاكية سواء في العبوات والتغليف أو في المنتجات نفسها، وخاصة الطعام، حيث تستهلك هذه العناصر 29 بالمئة من كمية البترول الأخرى المستخدمة. وفي المنسوجات والإلكترونيات إذ تستخدم البتروكيماويات المشتقة من البترول في صناعة الملابس وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الصناعات الإلكترونية الحيوية، وقد تضاعفت كمية البوليستر المرتكز على البترول في الملابس وأصبح نصف الألياف المنتجة حول العالم تصنع الآن من البترول، ويستهلك إنتاج الألياف البلاستيكية للمنسوجات 342 مليون برميل نفط سنوياً.
كما تعتمد صناعة مستحضرات التجميل بشكل كبير على البترول، لأن الكريمات والشامبو ومعظم مستحضرات التجميل مصنوعة من البتروكيماويات، ومثل العديد من المنتجات، توضع كلها في عبوات بلاستيكية تستخدم مرة واحدة مصنوعة من البترول، كما تعمل شركات النفط على إصدار منتجات للاحتياجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل عبر استخدام تكنولوجيا تصنيع المحفزات وتقديم مرطبات ومطريات البشرة.
أغلبية ألعاب الأطفال مصنوعة من البلاستيك خفيف الوزن المرن والملون فهو اقتصادي وسريع الإنتاج، وهو من المنتجات البترولية، مثلاً إحدى الألعاب بها 5.6 كيلوغرامات من البلاستيك/ ما يعادل 400 زجاجة مياه بلاستيكية فارغة.
وتعتبر صناعة المواد الغذائية حساسة لأسعار الطاقة لكون البترول عنصراً رئيسياً بسلسلة التوريد الخاصة بها في كل خطوة على الطريق، من الزراعة والحصاد إلى المعالجة والتعبئة والتغليف، ومن الطريف أن أكبر استخدام للبترول في الزراعة الصناعية ليس النقل أو آلات التزود بالوقود، بل استخدام الأسمدة، حيث يتم استخدام كميات هائلة من البترول والغاز الطبيعي في الأسمدة والمبيدات الحشرية المستخدمة لإنتاج وحماية الحبوب والخضروات والفواكه.
ويعتبر البترول أيضاً أحد مكونات الطعام الذي نستهلكه، ويُعرف المنتج الغذائي الرئيسي الذي يأتي من البترول بالزيوت المعدنية والتي تستخدم عادة لجعل الأطعمة تدوم لفترة أطول لأن البترول لا يفسد، وبالغالب تحتوي الأغـذية المخبوزة المعبأة (البسكويت والبيتزا) على زيت معدني كوسيلة للحفاظ على مدة صلاحيتها لفترات أطول.
ولا ننسى شمع البرافين (مادة شمعـية عديمة اللون مصنوعـة من البترول)، فيستخدم لإنتاج الشوكولاتة ويرش على الفاكهة لإبطاء تلفها ومنحها لمسة نهائية لامعة، ويساعد لبقاء الشوكولاتة صلبة في درجة حرارة الغرفة.
الخبر السيئ هو أن الاقتصاد توسـّع الآن ليصبح أكبر 18 مرة مما كان عليه عام 1973، فهو يحتاج للكثير من النفط ليعمل بكفاءة، وهذا هو السبب في أن ارتفاع أسعار النفط هو المحرك الرئيسي الآن للتضخم، وارتفاع الأسعار، وهذا ما تفعله أغلبية الدول المستهلكة للطاقة والبترول الذي يثبت أنه لا غنى عنه وأن العالم سيظل يأكل ويشرب البترول لسنوات أخرى مقبلة.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور