الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2014-11-07  الساعة: 09:16:05
سمعة التعليم في بلدنا لاتسرالقلب ولا الخاطر, فلا تزيدوا الطين بّلة
بسام طالب












حين تخرجنا من جامعة دمشق أحببت ان أكمل دراساتي العليا واحصل على الدكتوراه من احدى الجامعات الاوربية العريقه وعلى ورقة عادية وبخط يدي كتبت رسالة الى جامعة السوربون بباريس أسال عن امكانية ذلك,(وجامعة السوربون بباريس غنية عن التعريف  وهي ارقى واعرق الجامعات الاوربية التي تدرس باللغة الفرنسية,)وفوجئت بعد بضعة ايام بوصول رسالة من جامعة السوربون مضمونها انه لامانع عندهم من حيث المبدأ من قبول طالب متخرج من جامعة دمشق لكن علي ان استكمل الاجراءات والثبوتيات, وقد كان معظم ماطلبوه متوفرا لدي وبدأت فعلا بالاجراءات  وقد منحوني تسهيلات مالية جيدة واعطوني منحة مشروطة ومرتبطة بادائي في سنتي الجامعية الاولى ,ولسوء الحظ وبسبب اهمال وتقصير وفساد موظف صغير بالدوله خسرت هذا القبول وذهبت لأداء خدمة العلم

طبعا هم اختاروني لاني خريج جامعة لها اسمها وسمعتها وهي جامعة دمشق ولم يختاروني لأن اسمي فلان وانا ابن علان ولدي واسطة من علاك البان وهم لم يختاروني لانني مستعد لأن ادفع مايريدونه من اموال .

هكذا كانت سمعة جامعاتنا وهكذا كان تصنيفها وقد كانت مضرب المثل  ليس فقط في مستواها العلمي بل وفي حرصها على اللغة العربية واعتبارها مادة اساسية في مختلف مراحل العملية التعليمية

ومما يؤسف له ان الانحدار في المستوى التعليمي بدأ  عندنا عندما اقر الترفيع االالزامي في المرحلة الابتدائية و لو وقفت الامور عند ذاك الحد لهان الامر بل ان معظم ماجرى بعد ذلك لم يكن في صالح العملية التعليمية ورفع مستواها.

 وبداية بدأت معايير جديدة وغريبة  تدخل في مدارسنا ولم يعد الاجتهاد والكد والدراسة والعمل هو المعيار الوحيد والاساس ورغم كل ماشاب العملية التعليمية لكن بقيت مرجعية الشهادة الاعدادية ومن ثم الشهادة الثانوية مرجعية فاصلة ومعتمتدة ونزيهة للتمييز بين الطالب المجد والطالب الكسول ثم  ولسوء الحظ تسرب بعض الفساد كما يقول بعضهم الى هذين المعياريين(شهادتي الكفاءة والبكالوريا)

لكن الطامة الكبرى كانت في الجامعات ,وبكل صراحة ووضوح نقول ان السياسة افسدت التعليم واساءت لمجمل العملية التعليمية اضافة الى ان بعض من ابتعثوا ليعودوا مدرسين واساتذه في هذه الجامعات لم يكونوا اهلا لذلك كما ان بعض خريجي  الاتحاد السوفياتي السابق ودول المعسكر الاشتراكي لم يكونوا اهلا للتدريس في الجامعات  وزادوا في تدني مستوى جامعاتنا ومستوى العملية التعليمية فيها ناهيك عن تدخلات المسؤولين والوساطات وفساد بعض المدرسين وخيانتهم لاماناتهم وبيعها بالفلوس وبالمغريات والشهوات الاخرى

واخر ماطلعوا به علينا ان وزراة التعليم العالي السورية  أعلنت عن دراسة خاصة يتم العمل عليها ضمن لجنة مشكلة على مستوى الوزارة باقتراح معايير جديدة غير معدل "الثانوية العامة" وذلك جراء الظروف الراهنة ومرحلة الأزمة ووجود خلل في بعض المواقع على صعيد امتحانات الشهادة الثانوية مؤكدة أن الخلل يعالج من خلال معايير قبول جديدة وهي مطلوبة خلال الظرف الحالي.

وأكدت الوزارة بحسب صحيفة الوطن ا أن مختلف الكوادر بالتنسيق مع اختصاصيين سيدرسون المعايير الجديدة للقبول سواءً كانت للشرائح العليا في المفاضلة، ذاكرة أن هناك جدية في التعامل مع الموضوع وسيوضح تفاصيله خلال الفترة القادمة، على اعتبار أن الشهادة الثانوية كانت معيارية واحدة دون حدوث أي خلل أو ظرف معين في السابق ولكن خلال السنوات الأخيرة ابتعدت الثانوية عن المعيارية وأصبح هناك معياران على صعيد طرح دورات إضافية ما يتطلب ذلك جهوداً وإمكانات كبيرة في التعامل مع المسألة.

اما من وجهة نظري فان الوزارة والدولة تخطأ خطأ بالغا في ابتعادها  عن معدل الثانوية العامة كمعيار لانه يكاد يكون هو المعيار الوحيد النزيه في المسالة كلها واذا اعترى هذا العيار بعض الخلل نتيجة ظروف استثائية تمر بها البلاد فلا يصح ان نغير المعيار ونبحث عن غيره

لقد ثبت بشكل قاطع انه كلما اتمتت  العملية وقل دور العامل البشري تكون فرص الفساد اقل ومهما كانت المعيارية الجديدة فستكون للعامل البشري دور اكبر بها ومعنى ذلك اننا انتقلنا من تحت الدلف الى تحت المزراب

المنطق السليم يقول بتعزيز دور معيارية الشهادة الثانوية والحرص عليها ووضع ضوابط اكثر فاعلية وامنا من اجل صدق معياريتها

لايمكن ان ننطلق من الاستثناء لاصلاح القاعدة بل العكس صحيح وهو ان نرجع اخضاع الاستثناء الى القاعدة

العملية التربوية والتعليمية في بلادنا بحاجة الى اصلاح واصلاح جذري واهم مافي المسالة كلها ان يعود معيار الجد والاجتهاد والانكباب على الدراسة والعمل هو المعيار الاساس والرئيس في مجمل العملية باسرها

 واخيرااثبتت تجارب البشرية كلها أن الكفاءة والنزاهة هي التي يجب ان تقود الدولة والمجتمع وليس اي معيار اخر

 

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1573

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد