الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2015-07-10  الساعة: 07:31:03
هل هناك أيدٍ خفية تتحكم في الغلاء وأسعار الصرف ؟ ... لماذا تتحسس الأسواق من سعر الدولار صعوداً فقط ؟
بسام طالب
لماذا حين يرتفع سعر صرف الدولار على الليرة فتنزل إلى الأسواق فتجد فوراً وبنفس الساعة أن العديد من السلع ارتفع سعرها أو فقدت أو اختفت , وسواءً نزلت إلى أسواق المبيع بالمفرق أم الجملة أم نصف الجملة ؟ لماذا يرتفع السعر بأنٍ واحد ومعاً لدى الباعة على اختلاف مشاربهم وأماكنهم وكأن شيفرة خاصة وردت إلى حواسيبهم لتقول بأن السعر اليوم بل هذه الساعة أصبح كذا وكذا ! يبدأالارتفاع مع السلع المستوردة صباحاً وما تلبث أن تلحقه ضحى بعض السلع المنتجة محلياً وظهراً يلحق الغلاء حتى لضمة البقدونس والكزبرة والنعنع وما أن تميل الشمس للغروب إلا ويكون سرفيس التكسي والميكرو باص ومصلح بوابير الكاز والتمديدات الصحية والدش إلا ورفع أسعاره في ضوء السعر الجديد للدولار. تحدث بعض المسؤولين الاقتصاديين وبعض ممثلي التجار وبعض جهابذة الاقتصاد الأكاديميين أن الأسواق يلزمها وقت لتتفاعل هبوطاً مع هبوط سعر صرف الدولار وبعضاً من بعض هؤلاء حدد هذا الوقت ببضعة أشهر , والحق أن ما قاله هؤلاء جميعاً صحيح أكاديمياً ونظرياً وعلى الورق أما على أرض الواقع فهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وبداية وقبل أي شيء نقول أن الأسواق التي تلمس فوراً وخلال سويعات آثار ارتفاع الدولار صعوداً يجب أن تلمسها وخلال ساعات هبوطاً وأن أي تحليل غير هذا فهو إما خاطئ أو مغرض أو غير شفاف ثانياً إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلا معنى على الإطلاق لانخفاض سعر صرف الدولار لأن المستفيد الأول من هذا الانخفاض هو بعض التجار وبعض المضاربين وشركات الصرافة وهذا ليس كلامنا بل كلام أهل السوق حيث قال احد ممثلي التجار أن بعض التجار ربحوا 30 ليرة في كل دولار من جراء ذلك ناهيك عن المضاربين والسماسرة والفاسدين من العاملين بهذا المجال من موظفي الحكومة. ثالثاً ما الذي يضمن للشعب وللمستهلك النهائي أنه حين يحين موعد إحساس الأسواق بهذا الانخفاض ألا تلعب عوامل جديدة لتدفع الدولار صعوداً وتعود الأمور سيرتها الأولى وكأنك يا زيد ما غزيت استنفرت الدولة بقضها وقضيضها ليلمس الناس آثار انخفاض أسعار الدولار على الأسواق وعلى السلع والخدمات ( وزير التموين أصدر بيوم واحد 20 تعميماً لهذا الغرض ) وزير العدل هدد بالويل والثبور ومعاقبة من يتلاعب بأسعار الصرف , السيد رئيس مجلس الوزراء والوزراء تحركوا جميعاً باتجاهٍ واحد بهدف مكافحة الغلاء وخفض الأسعار ومع مزيد الأسف لم تأتي النتائج بما هو متوقع وما زالت نار الغلاء تكوي الجميع بنارها , وتصوروا انخفاضاً بسعر الدولار وصل في حده الأقصى إلى 30 بالمائة , كان يجب أن يزلزل الأسعار ويهوي بها إلى الأرض ففوجئنا أن هناك انخفاضاً خجولاً جداً في بعض السلع لم يتجاوز الخمسة بالمائة ما الذي يحصل ما الذي يجري,هل هناك أيادٍ خفية تتحكم في الأسواق ,هل هناك مافيا تتحكم في أسعار الصرف , هل هناك من يسعى لأهداف بعيدة المدى لدولرة الاقتصاد؟ نحن لا نتهم أحداً ,لكننا ولو أحسنا الظن والنوايا نقول , أن هناك نهجاً وعقلية وإدارة تسير الأمور الاقتصادية والمالية والنقدية في البلد أثبتت فشلها بالكامل , عقلية تعيش على الورق وبالورق ,عقلية ترفع اللافتات والشعارات وتعتقد أنها بذلك قد أنجزت المهام وحققت النتائج , عقلية خليط من البيروقراطية والتنظير والتبرير و الاستعلائية على من هم أدنى والاستزلام إلى من هم أعلى , عقلية الصالح فيها فاسد لأنه بموقع القرار فهو لا يضر فقط نفسه وإنما يضر مجتمعه وشعبه ناهيك عن الفاسد والمرتشي والحرامي والنصاب الدولة تنفق مئات ملايين الدولارات كيما تستقيم الأمور وبالمحصلة يذهب القسم الأعظم من هذه الملايين إلى مواضع لا يستفيد الشعب منها وكل يشكو وكل يتساءل ما المشكلة وما الحل ؟ والحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات ونقولها بكل صراحة أن بعضاً ممن بيدهم قرارنا المالي والنقدي والاقتصادي هم في منطقة الأمور المشتبهات هذه , ولعل وعسى
عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2415

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد