الرئيسية » دبوريات

الجمارك من أكثر المؤسسات الحكومية القابلة للفساد في العالم وليس في بلادنا فقط وذلك عائد الى اليات وطبيعة عملها والمهام المنوطة بها,ولقد استطاع الكثير من بلاد الغرب في الحد من قابلية الفساد في مؤسسة كهذه وذلك

1_بالحد من دور العامل البشري فيها الى حدوده الدنيا والاعتماد على احدث التقنيات في التدقيق والمراقبة ومكافحة التهريب وماالى ذلك

2_بوضوح التشريعات الناظمة للعمل المتشعب والمتداخل لهذه المؤسسة

3- والاهم من هذا وذاك ببناء الانسان الشريف النزيه الصادق المقاوم للفساد مقاومة ذاتية طبيعية وتلقائية

وهذا لايعني انهم اناس فضلاء وملائكة في الدول الغربية ولكن مازال الفساد عندهم هو الاستثاء وليس القاعدة ومازال القانون تقريبا فوق الجميع وان حصل استثناء ما فيحرصون جدا على ان يكون قانونيا

ويحضرني بهذه المناسبة كيف ان العمل في الجمارك بمتداولنا الشعبي والرسمي يعتبر امتيازا (واللي بدو يغنى بسرعه يشتغل بالجمارك) فبعد ان تخرجت من جامعة دمشق واديت خدمة العلم تقدمت بمسابقة للتوظيف في الدولة على اساس شهادتي الجامعية في اوائل السبعينات من القرن الماضي وكانت رئاسة مجلس الوزراء تجري مسابقة مركزية لكل وزارات الدولة,المهم نجحت في المسابقة وكان ترتيبي الاول على جميع الناجحين والالاف المؤلفة من المتقدمين وكان مدير مكتب شؤون مجلس الوزراء المسؤول عن فرز الناجحين رجل وقور من بيت مريدن ولم يكن الفرز عشوائيا بل يخضع الى تراتبية النجاح فالاوائل يعينون في دمشق ويحق لهم اختيار الوزارات التي يريدون العمل بها وانا طلبت ان أعيّن في وزارة الاعلام فقال لي الاستاذ مريدن رحمه الله وطيب ثراه أن الناجحين العشرة الاوائل يحق لهم ان يعينوا في وزارة الداخلية كضباط جمارك فأصريت على وزارة الاعلام فقال لي ياحمار مسؤولون كبار وزراء واكبر من وزراء يتوسطون من اجل ان يعين الناجحون من اقربائهم

في الجمارك وانت تريد الذهاب الى وزارة الاعلام روح اندفس واذهب الى وزارة الاعلام كما تريد

مناسبة الحديث عن الجمارك هو اللقاء الذي تم مؤخرا بين وزراء من الحكومة والمدير العام للجمارك وبعض الفعاليات التجارية ووصف اللقاء بانه وفد «مصالحة» حكومي لإصلاح ذات البين بين الجمارك والتجار وقد داعب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق غسان القلاع بكلمته الترحيبية بوزراء الاقتصاد والمالية والتجارة الداخلية ومدير عام الجمارك والحضور لمناقشة موضوع الجمارك، فقال ممازحاً وزير المالية «كنا نأمل أن تمنح الفعاليات التجارية والصناعية وغيرها إعفاءات من الضرائب عن عام 2017» وبين وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أديب ميالة، مسألةأين تكون صلاحيات الجمارك، هل عند الحدود أم على الطرقات أم داخل المستودعات أم في منافذ البيع، مؤكداً أن الجميع يوافق على معارضة التهريب والوقوف مع حماية الإنتاج الوطني «فلا مصلحة لأحد بتهريب مواد تصنع محلياً من جانبه، بيّن وزير المالية مأمون حمدان موجهاً كلامه للتجار: «علينا أن نتساعد في مكافحة التهريب. إن مساعدتكم أقوى من أي قرار.. وكل شيء قابل للدراسة والنقاش». وأكد وزير المالية أنه تم وضع اللمسات الأخيرة لقانون الجمارك الجديد، وسوف يكون قانوناً عصرياً ومهماً جداً.. وعرض السيد القلاع لمجموعة من المشكلات، التي يعاني منها الوسط التجاري، قائلاً: «شعارنا في الغرفة أن سورية لجميع أبنائها، وكل فرد لديه حصة مساوية للآخر، ولا أحد له حصة أكثر من الثاني» وأضاف: «لا يحق لأحد أن يأكل البيضة والتقشيرة لوحده.. فهذا غير أمر مقبول.. وكل تقصير يحصل في العرض يقابله تهريب، والتهريب مزعج للجميع.. لذا نأمل وضع قبضة حديدية على المهربثمعرض مدير عام الجمارك آلية العمل الجمركي، مؤكداً أن دور الجمارك مكافحة التهريب على كامل جغرافيا الدولة، وقال: «هناك توجيهات بعناية من الخارج لإدخال البضائع المهربة من أجل ضرب الاقتصاد السوري، فالإرهاب هدفه إضعاف الليرة وذلك باستنزاف القطع عبر التهريب». وأضاف: «في موضوع التهريب يجب أن نتساعد جميعاً، ولا يجوز أن يكافح التهريب في منطقة ويترك في منطقة أخرى، وتم تجفيف 80% من منابع التهريب في بعض المناطق التي تقيم فيها دوريات جمارك وفق الاستراتيجية الجديدة.. وإذا لم يتم ضبط التهريب فليس هناك معنى لترشيد الاستيراد». وأشار إلى أن بعض التجار يعرضون البضاعة المهربة لبيعها في الأسواق وهم يعلموأنها غير نظامية، مؤكداً بأن التعليمات الجديدة بألا تتوجه دوريات الجمارك إلى المحال إلا في

حال وجود تبليغ بشأن أحد المحال، ووجود معلومات عن مستودعات تحوي مهربات في المدينة. عناصر تسرق من تاجر وتعرض عليه بيع البضاعة بائع مفرق قال: «عناصر من الجمارك دخلت المحل منذ نحو العام تقريباً وسرقت المسابح ومن ثم عرضوها علينا للبيع».. مدير الجمارك يقول: «يمنع منعاً باتاً وجود عناصر مسلحة للجمارك في الأسواق.. وأرجو إخبارنا بأي تجاوز فوراً». وأضاف أحد التجار: «نحن أمام حكومة كريمة، وسوف نتكلم بصراحة، بعض العناصر يقومون بابتزازنا عبر الهاتف بملايين الليرات. وقال أحد التجار من الحضور: «لماذا لا تتم مكافحة التهريب في المناطق الحدودية؟ فالمهربات تدخل إلى وسط المدن بسيارات كبيرة لماذا لا تحاسب؟ وتتم ملاحقتها عند التوزيع المفرق؟». لكن ما أثلج صدر الحضور من التجار ما أعلنه مدير الجمارك بأن (البضاعة التي يتم تخليصها في الأمانات الجمركية ممنوع توقيفها من أي دورية جمارك وأنا مسؤول عن ذلك، وجاهزون لتلقي أي شكوى حول الموضوع) ---------------------------------------------------------------- المحاولات تجري منذ عشرات السنين لاصلاح مؤسسة الجمارك ووضعت الخطط تلو الخطط لاصلاح هذه المؤسسة الحيوية الهامة والتي تعني كل مواطن سواء كان مستهلكا صغيرا ام تاجرا كبيرا ويبدو ان هناك توجها صادقا لدى الدولة ممثلة بالحكومة وبالسيد المدير العام للجمارك لاصلاح هذه المؤسسة لكن النوايا وحدها لاتكفي والشيطان يكمن في التفاصيل والشيطان يكمن في التطبيق ونتمى ان نشهد عهدا جديدا واضحا وشفافا في حياة المؤسسة الجمركية في بلادنا