اثرياء الحرب ودواعش الداخل
الدبور-بسام طالب
|
||
من الآعدل والآدق ان يطلق اسم اثرياء الدم على أثرياء الحرب فملياراتهم وملايينهم جنوها في الوقت الذي كان يسفح فيها الدم السوري الشهيد الزكي الطاهر وفي الوقت الذي كان يجوع ويعرى فيها المواطن الشريف والطاهر وفي الوقت الذي عاشت فيه بلادنا اسوأ مرحلة من مراحل حياتها حيث تامرت وتكالبت عليها كل قوى الشر والبغي والعدوان و اراد لها الدواعش, ومن لف لفهم ومن في حكمهم, ارادوا لها ان تصبح ملاذا امنا لكل ارهابي ومعاق فكريا وعقليا ولكل فاشل حياتيا ولكل مدمن و مهووس وممسوس وديوث . وقد كان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي محقا تماما حين شن هجوما عنيفا على التجار المحتكرين والمتسببين بارتفاع اسعار المواد والسلع الاستهلاكية واصفا هؤلاء التجار بأنهم “دواعش الداخل” وقال :”بعد سبع سنوات من الأزمة أصبح هناك دواعش في الداخل السوري. لقد كان الرجل محقا حين وصف هذه الفئة ممن يدعون تجاوزا بالتجار بدواعش الداخل بل هم اشد خطرا ووطأة على الشعب والبلد من الدواعش الذين جاؤونا من خارج الحدود فاولئك عدو ظاهر لايخفي نفسه لكن اولئك هم المنافقون والذين هم موقعهم في الدرك الاسفل من جهنم هؤلاء الههم ووطنهم ومعبودهم الدرهم والدينار ولايؤمنون الا به, هؤلاء ليسوا تجارا ولا اشباه تجار هؤلاء أفاع طفيلية سامة نشأت زمن الحرب وترعرعت ومدت فروعها وانيابها السامة في جسد الوطن وصارت تملك وتحكي بالمليارات ,هؤلاء تحكموا في قوت الشعب واحتكروا ماأمكنهم أن يحتكروا حتى مائه ودوائه ورغيفه ولقمة عيشه احتكروا مااستطاعوا حتى مايقيه البرد ومايحميه من القيظ. أي تجار هؤلاء واية تجارة هذه.وقد كان محقا رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة دمشق حين قال بما معناه ان هناك قلة معظمهم غرباء عن السوق تحكموا بكثير من مرافق الحركة التجارية في البلد أبان الازمة واستوردوا واحتكروا وقاموا وقعدوا ومايزالون في الساحة هؤلاء محتكرون ومهربون وليسوا تجارا, وقد كان احد اعضاء مجلس الشعب محقا حين طالب الحكومة بدلا من ان تبحث عن مطارح ضريبية جديدة تزيد من اعباء المواطن الذي هو بالاساس يعيش من قلة الموت فلتسترجع تلك الالوف من المليارات التي جنتها قلة من اثرياء الحرب من احتكار قوت الشعب ومن التهريب والتجارة بالممنوعات ومن تهريب الاثار ومن حرق الغابات ومن الخطف وطلب الفدية ومن كل ماهنالك من عمل العصابات والمافيات ومن في حكمهم. الفساد مرض يصيب الجميع الدول والحكومات والانظمة والمجتمعات والفساد مستشر في العالم من امريكا الى الصومال لكن الخطير جدا في الفساد ان تتضخم امكاناته المادية واذرعه وامتداداته ليفرض نفسه واقعا مفروضا وليبدو وكأن لاجدوى ولاامكان لمقاومته وعندها تكون الطامة الكبرى. وحتى لانصل الى تلك المرحلة على الدولة والحكومة ان تضع نصب اعينها مهمة اساسية واولوية ان لاتمكنه من ذ لك واولى واهم واسرع الخطوات هي تجفيف ينابيع ثروته والوقت نفسه سلبه سلاحه الرئيس وهو كتاته النقدية الضخمة والتي جاءته حراما من دم وقوت الشعب
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور