نعم يمكن أن نكون\rشكرا محافظة دمشق
بسام طالب
|
||
لم أستأ كثيرا حين أخبروني بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على نسخة عن سجليّ العدلي(لاحكم عليه) لتقديمها الى وزارة الاعلام من اجل تجديد بطاقتي الصحفيةلأن علي الحضور شخصيا مع بطاقة هويتي وتفاءلت قليلا حينها بأن الامور ربما استقامت في بلادنا ولم يعد هناك خيار وفقوس وقفز من فوق الآسطح ورشاوي وواسطات وماالى هناك . وحين حضرت الى دمشق قادما من كندا ,أردت التوجه الى ساحة باب مصلى حيث كنت أعتقد ان مقر السجل العدلي مازال هناك وقلت في نفسي ليتني أحضرت معي احدهم(يعني واسطة) لوفرت على نفسي مشقة الانتظار وبعض البهدلة والخ فقيل لي, انه اصبح لدينا مبنى خاص وهو مبنى النافذة الواحدة ومنها يمكنك الحصول على معظم ماتريده من الوثائق الحكومية وعادت بي الذاكرة حوالي عشرين عاما الى الوراء حين كنت أراس تحرير جريدة الدومري وكم كتبنا وتناقشنا وتحاورنا حول ضروة وجود مقر واحد يحصل منه المواطن على معظم وثائقه الحكومية, ووقتها اخذت المسألة اخذا وردا وكمعظم حالاتنا بقيت الفكرة في الادراج وعرقلها المعرقلون والفاسدون المفسدون الذين من مصلحتهم ان تبقى الامور سائبة ليقبضوا ثمن قفزهم فوق القانون والتسلل من تحته بل بجرأة ووقاحة المتبجح بمخالفة القوانين والانظمة والحقوق جهارا نهارا(وانها مالها فارقة معو ويقبض الرشوة على مرأى ومسمع الجميع). وصلت الى ساحة مبنى المحافظة بدمشق ودلني احدهم الى المبنى المقصود ودخلت واول مالفت انتباهي, رغم كثرة المراجعين,هو نظافة المبنى وارضياته ووجود كراسي منجده يجلس عليها المراجعون وعلى يمين المدخل هناك طاولة مرتبة وليست(كحيانه ومخلخعة)تجلس ورائها سيدتان او ثلاثة سيدات وقلت لااحداهن انني اريد الحصول على سجل عدلي فسألتني بكل تهذيب هل الوثيقة لي فأجبتها بنعم فأعطتني رقما بايصال مطبوع وطلبت مني الانتظار قليلا حتى يتم الوصول الى دوري وجلست كمواطن محترم وبعد بضعة دقائق نودي على رقمي فدخلت الى البهو الرئيسي وتوجهت الى النافذة التي أشير لي بأن أتوجه اليها وطلبت مني السيدة هويتي وأعطتني تحويلا لكي ادفع الرسم وأعود اليها وهنا لفت انتباهي أن هناك لوحات معلقة بالبهو الخارجي توضح قيمة الرسوم ولم يكن هناك غموض في المسألة حتى ينفذ منها المتسللون,ودفعت الرسم المقرروعدت بالايصال الى الموظفة في البهو الداخلي وقالت لي بتهذيب سررت به جدا تفضل( قعود ياعم) وجلست بالكرسي الملاصق لمكتبها وبعد بضع دقائق اعطتني الايصال وطلبت مني الانتظار في البهو الخارجي وسوف تكون النسخة من سجلي العدلي جاهزة خلال عشر او خمسة عشر دقيقة, وفعلا انتظرت خارجا جالسا على أحد المقاعد ثم نودي على اسمي وأخذت نسخة من سجلي العدلي واستغرقت المسألة حوالي عشرين دقيقة. صدقوني اذا قلت لكم بأنني خرجت مزهوا وشعرت بالفخر بيني وبين نفسي ان بامكاننا وبكل بساطة ان نصير مثل الناس بل مثل احسن الناس والعالم لو توفرت لنا الارادة الحقيقية لنفعل ذلك وقبلها المسؤول الشريف النزيهة الحريص على مصلحة المواطن واضعا نصب عينية ان الاولوية في كل شئ يجب ان تكون لصالح الشعب ,وان الطريق مهما بدا طويلا وشاقا فانه يبدأ بخطوة فشكرا لمحافظة دمشق وشكرا لكل من حقق هذا الانجاز واتمنى الاستمرار في الرقابة علية ليبقى نظيفا ومريحا من الداخل والخارج
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور