حكايتنا مع الموز حكاية

نحن شعب مثل عادل إمام نعزّ الخيار لكننا نعزّ الموز أكثر، وحكايتنا مع الموز حكاية تروى، فقد كان الموز في مرحلة من مراحل حياتنا ممنوع من التداول وإن نسينا فلا يمكننا أن ننسى كيف كان يفعّس على الحدود حين ضبطه مع أحدهم في محاولة (دنيئة ولا وطنية) لتهريبه داخل القطر.

وفي إحدى زياراتي للقطر أصر ابن صديق لي أن يأخذني ويعرفني على أحد المسائيل قائلا لي: ضروري عمو تتعرف على هيك واحد بيلزمك وبفيدك إذا مفكر تعيش هون.

 المهم مضيت على مضض معه وفي الطريق أوقف سيارته واشترى من أحد محلات الأكابر ثلاثة كيلو غرامات من الموز الصومالي المرتب ولما عاد قال: هلأ منقلو للمسؤول أنو جبنالوا ياهون من لبنان، فامتعضت أكثر وأردت أن اعود ادراجي لكن الشاب قال لي وصلنا عمو وكلا خمس دقايق. الموز كان فاكهة محرمة وكان بعض التافهين من نساء الطبقة المخملية يتفاخرن بوجود الموز على موائدهم وبين أيدي أطفالهم.

ومناسبة حديثنا عن الموز أنه يباع في الأسواق السورية أغلى عشرة أضعاف بل وخمس عشرة ضعفا عن سعره في كند أو أعتقد امريكا، والسؤال الكبير لماذا ولماذا ولماذا وإلى أية جيوب تذهب هذه الخمسة عشر ضعفا؟

وإياكم ثم إياكم أن يقول لي أحدكم قانون قيصر وميصر فما هو متواجد في الأسواق السورية قد تبحث عنه في لندن وباريس لتجده فعن أية قيصر تتحدثون رعاكم الله.

السيد الدكتور عمرو سالم اعانك الله (حلّلنا ياها قصة هالموز) فنحن لدينا عقدة اسمها الموز ونحاول أن نتخلص منها وسعره في الأسواق العالمية لا يتجاوز الألف وخمسمائة ليرة فخلي الشعب ياكل ويشبع موز على روح أمواتك دكتور سالم