هاد علم ولا تجارة!
ياسر اسماعيل
|
||
لم يكن فتح الباب للقطاع الخاص للاستثمار في قطاع التعليم خاطئا بل كان صائبا مئة بالمئة وكان قيام الجامعات الخاصة خطوة كبيرة للأمام في جميع السبل وعلى كافة الأصعدة. لكن أن تتحول العملية التعليمية الخاصة في مجال التحصيل الجامعي والعالي الى تجارة محضة غرضها الرئيس هو الربح والتكسب فهذا أمر مرفوض ويفقد هذه الخطوة كل مضامينها الصحيحة والتربوية التي قامت من أجلها ويحولها الى تجارة وتجار صحيح أن التضخم والغلاء قد ضرب بسهامه كافة مرافق حياتنا وطال كل مستويات عيشنا لكن الجامعة الخاصة ليست سوق هال وهناك تسعيرة يومية للتكلفة وحساب الارباح هو العامل الرئيس في مجمل العملية التعليمية. لقد تضاعفت كلفة التعليم الجامعي الخاص وأمست من الناحية التجارية والمالية البحته غير مجدية على الاطلاق للفرد فاذا كانت الاسرة ستصرف على ابنها عشرات بل مئات الملايين حتى يتخرج طبيبا او مهندسا فالأجدى ان تضب هذه الملايين في جيبها وتحفظها تحت اسم ابنها ليجد ثروة بانتظاره. على الدولة ان تأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة ولولا مسألة البرستيج وابننا المتعلم او الطبيب او المهندس لما صرف الأثرياء على اولادهم هذه المبالغ الطائلة حتى بنهاية المطاف يقال ان ابنهم متعلم. كما ان تواجد الجامعات الخاصة لم يكن هدفها فقط استقطاب ابناء الأثرياء بل لتجد الأسر المتوسطة الحال لأبنائها مكانا تعلمه فيه بدل من أن تدفع قسما مهما من دخلها لتعليم ابنائها في الخارج او في الدول المجاورة. وهذا الأمر انتهى نهائيا في ظل التكاليف الفلكية التي أصبحت تكلفها العملية التعليمية في الجامعات الخاصة. يجب على الحكومة ان تتدارس هذا الأمر وتجد الحلول المناسبة له وبمقدورها ان تفعل ذلك ان شاءت .
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور