الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2020-11-11  الساعة: 10:15:12
الرئيس الأسد في افتتاح المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين

أكد الرئيس بشار الأسد في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام الحضور في افتتاح المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين المنعقد في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق، أن سورية تعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه، لافتاً إلى أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا «رقماً» على لوائح الاستثمار السياسي و«ورقة» بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.
وقال الرئيس الأسد: أرحب بكم في دمشق وقد وطئتم أرضها ضيوفاً أعزاء… وأهلاً بكم في سورية التي وإن أدمتها سنون الحرب الطويلة وأثخنتها بالجراح قسوة الحصار وإجرام الإرهاب لكنها تأتلق فرحاً بلقاء المحبين بحق والمخلصين بحق.. والحاملين في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم قضية الإنسان في كل زمان ومكان.
وأضاف: أتقدم بالشكر الجزيل للأصدقاء الروس على ما بذلوه من جهد كبير وعمل دؤوب لدعم انعقاد هذا المؤتمر على الرغم من المحاولات الدولية لإفشاله، كما أتوجه بالشكر للأصدقاء الإيرانيين على ما بذلوه من جهود في هذا الشأن وما قدموه من دعم حقيقي ساهم في التخفيف من وطأة الحرب وتبعات الحصار.
وتابع: أثمن قدومكم إلى دمشق ومشاركتكم في هذا المؤتمر وأخص بالشكر منكم دولاً استقبلت أبناء سورية المهجّرين واحتضنتهم وتقاسم أبناؤهم مع أبنائنا لقمة عيشهم وفرص العمل رغم المعاناة الاقتصادية في تلك البلدان.
وأوضح الرئيس الأسد، أن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقاً من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة.
وقال: إذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية فبالنسبة لنا، إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية… وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية.
وأضاف: ما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه لكن العقبات كبيرة… فبالإضافة للضغوط التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأميركي وحلفائه تعوق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا «رقماً» على لوائح الاستثمار السياسي و«ورقة» بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم.
وأوضح الرئيس الأسد أن موضوع اللاجئين في سورية قضية مفتعلة، فتاريخ سورية ولقرون مضت يخلو من أي حالة لجوء جماعية، وبالرغم من أن سورية عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة حتى نهاية ستينيات القرن الماضي إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هرباً من الاضطرابات والأزمات المختلفة لا العكس.
وأضاف: ولأن الظروف الموضوعية لا تدفع باتجاه خلق حالة لجوء كان لا بد من قيام الأنظمة الغربية بقيادة النظام الأميركي والدول التابعة له في جوارنا وتحديداً تركيا من خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية لتكون مبرراً للتدخل في الشؤون السورية ولاحقاً لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلاً من مصالح شعبها.
وتابع: كان نشر الإرهاب هو الطريق الأسهل والذي ابُتدئ العمل به من خلال تأسيس تنظيم «الدولة الإسلامية الإرهابي» في العراق عام 2006 برعاية أميركية والتي انضمت خلال الحرب في سورية إلى شقيقاتها كالإخوان المسلمين والنصرة وغيرها وقامت بتدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء وشل الخدمات العامة ونشر الرعب ودفع السوريين للنزوح عن وطنهم.
ومضى الرئيس الأسد قائلاً: نحن اليوم نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة، ملايين اللاجئين الراغبين في العودة ومئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية.
وأوضح الرئيس الأسد أنه في العام 2014 وعندما بدا أن الدولة السورية في طريقها لاستعادة الأمن والاستقرار، قامت تلك الدول بتحريك «داعش» الإرهابية بهدف تشتيت القوات المسلحة وتمكين الإرهابيين من جزء كبير من الأراضي السورية والتي تم استعادةُ القسمِ الأكبر منها بفضل تضحيات جيشنا الوطني ودعم أصدقائنا، هذا الدعم الذي كان له الأثر الكبيرُ بدحر الإرهابيين، وتحريرِ كثيرٍ من المناطق.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن مؤسسات الدولة السورية تمكنت من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير، فمع استمرار حربها على الإرهاب قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن من خلال العديد من التشريعات، كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه.

وأضاف: من المؤكد أن هذه الخطوات ستكون أسرع كلما ازدادت الإمكانات، وازديادها مرتبط بتراجع العقبات المتمثلة بالحصار الاقتصادي والعقوبات التي تحرم الدولة من أبسط الوسائل الضرورية لإعادة الإعمار وتؤدي لتراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي، ما يحرم أبناء الوطن فرص العيش الكريم ويحرم اللاجئين من فرصة العودة في ظل تراجع فرص العمل.
وأعرب الرئيس الأسد عن ثقته بأن هذا المؤتمر سيخلق الأرضية المناسبة للتعاون فيما بيننا في المرحلة المقبلة من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي سببها أكبر عدوان همجي غربي عرفه العالم في التاريخ الحديث، هذه الأزمة التي تلامس في كل لحظة كل منزل في سورية ووجدان كل إنسان عادل في العالم ستبقى بالنسبة لنا كسوريين جرحاً غائراً لا يندمل حتى يعود كل من هجّرته الحرب والإرهاب والحصار.
وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول: أتمنى لأعمال مؤتمرنا هذا كل التوفيق والنجاح من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تساهم بشكل مباشر في عودة السوريين إلى وطنهم لتعود سورية بهم وبمواطنيها الذين بقوا وصمدوا على مدى سنوات عشر أفضل مما كانت.

 

https://www.youtube.com/watch?v=qoBvL3_bigE 

 

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 796
فيديو مصور

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد