الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2023-10-03  الساعة: 09:42:58
زيارة الرئيس الأسد إلى الصين تشكل نجاحاً دبلوماسياً جديداً والسيدة أسماء تقدم 20 منحة لطلاب جامعة الدراسات الأجنبية في بكين
ملك محمود

 

زيارة الرئيس الأسد إلى الصين تشكل نجاحاً دبلوماسياً جديداً والسيدة أسماء تقدم 20 منحة لطلاب جامعة الدراسات الأجنبية في بكين
 
تلبية لدعوة رسمية من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، قام الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد بزيارة إلى الصين دامت لمدة خمسة أيام، الزيارة التي ستدون في سطور تاريخ العلاقات بين الشعبين، والتي فتحت طريقاً جديدا في علاقات البلدين اللذين دخلا مرحلة الشراكة الاستراتيجية، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار خانجو الدولي، و كان في استقبال الرئيس الأسد والسيدة الأولى وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق وعقيلته، وشملت الزيارة عدداً من اللقاءات والفعاليات.​
 
بدأ الرئيس الأسد زيارته بعقد قمة سورية - صينية مع الرئيس شي جين بينغ وصفها الرئيس الأسد بأنها ناجحة جداً، حيث أعلن زعيما البلدين من مدينة خانجو، عن بدء مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز التعاون طويل الأمد.
 
و أعلن الرئيسان بشار الأسد وشي جين بينغ أن سورية والصين تمضيان نحو علاقة استراتيجية..
 بين البلدين في مختلف المجالات، واعتبر الرئيس الأسد أن زيارته للصين مهمة بتوقيتها وبظروفها حيث يتشكل عالم متعدد الأقطاب سيعيد للعالم التوازن والاستقرار، فيما وصف الرئيس الصيني هذا اللقاء بأنه حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين في مواجهة  الأوضاع الدولية المفعمة بعوامل عدم الاستقرار.
 
وشدد الرئيس الأسد على أن الصين تقف مع القضايا العادلة للشعوب، منطلقة من المبادئ القانونية والإنسانية والأخلاقية والتي تشكل أساس السياسة الصينية في المحافل الدولية والمبنية على استقلال الدول واحترام إرادة الشعوب ونبذ الإرهاب والتي كان لها دور كبير في تخفيف آثار الحرب على سورية، منوهاً إلى أن سورية تنظر لدور الصين البنّاء على الساحة الدولية وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور، وأن سورية ترفض محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي وإنشاء تحالفات إقليمية تهدف إلى ضرب الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا.
 
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الصين دولة كبرى ومتقدمة وقوية اقتصادياً لكنها لم تفقد إنسانيتها كغيرها من الدول المتقدمة، بل تلعب دوراً كبيراً في التوازن على الساحة السياسية وتؤسس لطريق جديد من التنمية يقوم على التعاون والربح للجميع، وأن سورية ستبقى صديقاً وفياً للصين لأن ما يجمع بينهما هو المبادئ، كما أن الصين لديها أيضاً رؤية واضحة تجاه سورية ومنطقتنا عموماً، وأكد أيضاً أن سورية تدعم كل المبادرات التي تقدم بها الرئيس شي جين بينغ لضمان مستقبل آمن للبشرية وتتمسك بمبدأ الصين الواحدة.
 
من جهته قال الرئيس شي جين بينغ إنه على مدى سبع وستين سنة تظل العلاقات السورية الصينية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية وتظل الصداقة تاريخية وراسخة مع مرور الزمن، مؤكداً أن بلاده تحرص على تعزيز التعاون مع سورية في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتدعم انضمام سورية لمنظمة شنغهاي كشريك للحوار، كما تدعم بشكل ثابت جهود سورية ضد التدخل الخارجي وترفض تمركز القوات غير الشرعية على الأراضي السورية وتحث الدول على رفع العقوبات والحصار الاقتصادي غير الشرعي، إضافة لدعمها بناء القدرات السورية في مكافحة الإرهاب.
 
وشكر الرئيس شي جين بينغ سورية على دعمها للصين في القضايا المتعلقة بتايوان وتشينج يانغ.
 
وأكد أن المباحثات مع الرئيس الأسد كانت مثمرة وتم التوصل إلى توافقات واسعة النطاق.
 
وشهدت المباحثات توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الحكومتين السورية والصينية، وقعها عن الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين د. فيصل المقداد، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية د. محمد سامر الخليل، وعن الجانب الصيني وزير الخارجية وانغ يي، ورئيس الهيئة الوطنية للتنمية والإصلاح السيد تشنج شانجي، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي وفني، ومذكرة تفاهم حول التبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
 
وحضر الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني والسيدة عقيلته بينغ لي يوان على شرف الزعماء ورؤساء الوفود المدعوين لحفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة، كما حضر الرئيس الأسد والسيدة الأولى افتتاح دورة الألعاب الآسيوية  في استاد خانجو الرياضي.
 
زار الرئيس الأسد والسيدة الأولى قرية سياوتشينغ النموذجية وتجولا فيها وشاهدا تجربتها في التنمية الريفية، وخلال الزيارة كان لهما حواراً مع عدد من مزارعيها ومُنتجيها حول تجربتهم الناجحة في تطوير الريف بمختلف القطاعات، وكذلك ‏إنشاء التعاونيات وتنظيم عملها وتأمين فرص نجاحها، والتكامل بين أدوات العمل والإنتاج، والتخطيط بين أبناء المجتمع المحلي في التسويق المشترك للمنتجات بما يعطي فرصاً أفضل للبيع والوصول إلى الأسواق بشكل ناجح.
 
والتقى الرئيس الأسد كل من رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو لي جي، وفي العاصمة بكين، كانت المحطة أجرى الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، لقاءً جمعهما بعدد من أفراد الجالية السورية المقيمين في الصين.
 
ووصف الرئيس الأسد الجاليات السورية بأنها الجسر الإنساني والاجتماعي والفكري بين سورية وبقية دول العالم ويؤكد أهمية دورها في بناء العلاقات التي تجمع سورية مع تلك الدول، وتحدث الرئيس الأسد والسيدة الأولى في حوارهما مع أفراد الجالية عن التحول الكبير الذي شهدته الصين خلال العقود الأخيرة، مُنطلقة من القيم والأصالة ومن الهوية الضاربة جذورها في التاريخ، ومعتمدة على العلم والعمل الدائمين، والانضباط في كل تفاصيل الحياة.
 
إضافة إلى تواضع الصين في علاقتها مع دول العالم، على عكس الغرب الذي لا ينظر للآخرين إلا وفق غاياته ومصالحه بعيداً عن المبادئ والأخلاق، ولذلك فإن أفق العلاقة بين سورية والصين هو أفق مفتوح وواسع لأنه يقوم على المبادئ.
 
وأكد الرئيس الأسد خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ قائلا : نحن اليوم أكثر تمسكاً بالتوجه شرقاً لأنه الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية بالنسبة لسورية، لافتا إلى أن الصداقة والثقة بين سورية و الصين مبنية على تاريخ متشابه ومبادئ ثابتة، وهذه المبادئ هي ذاتها التي يمكن أن ننطلق منها باتجاه المستقبل، واعتبر أن العلاقة بين البلدين يمكن أن تنطلق بقوة أكثر من خلال المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي والثقافي وخلق مشاريع استثمارية مشتركة ضمن مبادرة الحزام والطريق، منوهاً إلى أن معظم دول العالم تتطلع لأن تتحول العملة الصينية "اليوان" إلى عملة دولية لاسيما وأن السلاح الغربي ضد دول العالم هو سلاح الدولار. 
 
وقدم الرئيس الأسد الشكر للحكومة الصينية على دعمها سورية في حربها على الإرهـ.ـاب، وفي مواجهتها للكارثة التي تسبب بها الزلزال.
 
بدوره اعتبر  رئيس الوزراء الصيني أن الحقائق أثبتت أن سورية والصين صديقان، وأن العالم اليوم بعيد كل البعد عن الأمن والاستقرار، وفي هذه المرحلة الحاسمة نحتاج الى المزيد من التنسيق والتعاون بما يصون المصلحة المشتركة للصين وسورية، مشدداً على الدعم المستمر لسورية بما يحقق التنمية المشتركة بين البلدين.
 
وقدّم الرئيس الأسد التهنئة للصين على نجاحها في إنجاز الاتفاق السعودي الإيراني، معتبراً أن هذا النجاح هو دليل على أن الصين تشكل اليوم قوة دولية، حضارية سياسية وأخلاقية.
 
وأكد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني أن التواصل بين المؤسسات التشريعية هام لدعم تطور العلاقات الثنائية، وأشار إلى أن سورية والصين تعملان يداً بيد وستواصلان تبادل الدعم فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية للطرفين من أجل ترسيخ الصداقة بين البلدين وتعزيز التفاهم بين الشعبين.
 
وتحدث تشاو لي جي عن مفهوم الصين حول "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية" من أجل بناء عالم منفتح مستقر يسوده السلام والأمن والازدهار للجميع في مواجهة سياسة التكتلات وتأجيج الاضطرابات، مؤكداً أن الصين ستبقى تقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ من أجل تعزيز التنمية للبشرية جمعاء.
 
والتقت السيدة أسماء الأسد طلاب الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، وتم الحوار حول اللغة والعلاقات الإنسانية والثقافية بين الدول وبحضور عدد كبير من الأساتذة والطلاب وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في الصين، وفي كلمة ألقتها السيدة أسماء قالت : «من دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، إلى بكين عاصمة أقدم الحضارات، من سـورية مهد الأبجدية الأولى، إلى الصين موطن إحدى أعرق اللغات واللهجات وأكثرها تنوعاً أقف معكم اليوم، وتغمرني مشـاعر الامتنان والفخر، الامتنان للحفاوة التي قابلتموني بها، والفخر بكم لقدرتي على مخاطبتكم اليوم بلغتي الأم، وقدرتكم الكبيرة على فهمها».
 
وتابعت: «لا شـك أننا جميعاً نواجه محاولات طمس الثقافات الوطنية للشعوب نفسها، عبر وسائل متعددة في الشكل، واحدة في المضمون، عنوانها التطور والحداثة، ومضمونها ذوبان الهوية والانتماء، والسلاح الأقوى لتحقيق ما سبق، هـو ضـرب اللغات الأم للشعوب والنظرة المتخلفة لمن يتمسك بها».
 
و جرى حوار مشترك بين السيدة أسماء وطلبة الجامعة حول اللغة والعلاقات الإنسانية والثقافية بين الدول وأكثر ما ميز الحوار هو انطلاقه من مفاهيم ومبادئ مشتركة تجمع سورية والصين على المستويات الأخلاقية والثقافية والإنسانية والوطنية، وبين هذه المستويات كانت اللغة جسراً يقرب المسافات والأفكار أكثر فأكثر.
 
وتطرق الحوار للعلاقة التي تجمع سورية والصين، للثقافة والفن ودورهما الإنساني، للتراث والهوية ومسؤولية حمايتهما، للسياسة وتحدياتها، للرياضة التي تقرب بين الشعوب، وفوق ذلك، كان شغف الطلبة الصينيين بمعرفة المزيد عن سورية حاضراً في بعض أسئلتهم، رغم اطلاعهم العميق على سورية واهتمامهم البالغ بشبابها وما يجري فيها.
 
وقدمت السيدة أسماء الأسد في ختام الحوار  20 منحة  لطلاب جامعة الدراسات الأجنبية في بكين لزيارة سورية والتعرف إليها وملامسة المجتمع السوري عن قرب والاختلاط مع الطلاب.
 
واختتم الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء زيارتهما الرسمية لجمهورية الصين الشعبية ، وعاد الرئيس الأسد والسيدة أسماء والوفد الرسمي المرافق على متن الطائرة الرئاسية التي خصصها له الرئيس الصيني شي جي بينغ وأقلته من دمشق، وبقيت تحت تصرفه طوال فترة زيارته للصين.
 
ملك محمود
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 705

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد