الرئيسية » محليات

تعتبر مديرية صحة حمص نموذجا فريدا من نوعه ،وتنبع أهميتها من كونها أحد أهم عوامل تطور القطاع الصحي، كما أنها تعد الرائدة في مجال الصحة بين المحافظات ،نظرا لما حققته من إنجازات طوال نهضتها المشهودة، وقد حظيت الرعاية الصحية باهتمام بالغ كونها العمود الفقري وأحد أهم المفاصل في عمل المديرية ، كما أنها تواصل العمل بجهود كبيرة، في سبيل تقديم كافة الخدمات الصحية في المحافظة، وتطويرها بالشكل الأمثل، وللحديث أكثر عن واقع عمل المديرية التقت جريدة الدبور بمدير صحة حمص الدكتور مسلم الأتاسي.

وبين د.الأتاسي أن مديرية صحة حمص أولت القطاع الصحي في المحافظة، اهتماما كبيرا على صعيد توسع البنى التحتية للمشافي، وإضافة العديد من الخدمات النوعية والتخصصية ،وأقسام جديدة في المشافي القائمة ،وإعادة ترميم بعضها، ورفد منظومة الإسعاف والطوارئ بسيارات إسعاف جديدة وعيادات متنقلة، وإحداث نقاط طبية في بعض القرى والمعابر الحدودية.

وتابع بالقول: قامت مديرية صحة حمص بإعادة افتتاح وتأهيل وتجهيز (75) مركزاً صحياً ،مع تركيب طاقة بديلة لـ (30) منهم، وذلك بهدف تحسين الواقع الصحي ،والارتقاء بالخدمات الطبية المجانية المقدمة للمرضى في الريف والمدينة ،وتقديم أفضل الخدمات  والرعاية الصحية النوعية والمجانية لهم وبأعلى جودة.

نقلة نوعية

وأوضح د .الأتاسي أنه خلال الأعوام  الثلاثة الأخيرة، قد حقق قطاع الصحة في المحافظة نقلة نوعية ، بدعم متواصل من وزارة الصحة ،والمنظمات الدولية ،محققا الكثير من الانجازات المهمة، نذكر منها  على سبيل المثال لا الحصر: افتتاح مشفى الشيخ محمد بن زايد  الميداني في حي المهاجرين بسعة 100سرير اواخر العام 2022 ،افتتاح الهيئة العامة لمشفى حمص الوطني  ومبنى الطب الشرعي، والمركز التخصصي للعلاج الفيزيائي وعدد من المراكز الصحية في الخالدية، والقصور والبياضة في العام 2023, ما أعاد شريان الحياة الصحية إلى مناطق واسعة في حمص، إضافة إلى استمرار العمل بخطة ترميم وإعادة تأهيل المراكز المتضررة.

خدمات مجانية

وأكد أن مديرية صحة حمص تبذل جهود كبيرة ومستمرة في سبيل تحسين الواقع الصحي في المحافظة ، وتقوم بتقديم الخدمات الطبية المجانية، من خلال المنشأت الصحية ونذكر في هذا السياق الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها المشافي والمراكز الصحية حيث وصل إجمالي هذه الخدمات خلال ثلاث سنوات الى أكثر من 6 مليون خدمة للمشافي واكثر من  خمسة مليون خدمة مجانية قدمتها المراكز الصحية ،ويعمل في المشافي والمراكز الصحية كوادر صحية وادارية متميزة وتحوي المشافي ما يقارب (297طبيب وطبيبة) من كافة الاختصاصات، اضافة إلى عدد من الأطباء المقيمين للاختصاص والذين يبلغ عددهم (710 طبيب وطبيبة)، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية والإدارية.

أجهزة طبية متطورة

وكشف د.الأتاسي أنه بهدف تحسين نوعية وجودة  الخدمات الطبية في المشافي العامة، وضمان تقديم الخدمة الطبية المناسبة للمرضى ، عملت مديرية الصحة على إعادة تأهيل بعض الاقسام الحيوية فيها ،وفي هذا الصدد تم إعادة تأهيل قسم العناية المشددة  ،وأحداث توسع في قسم غسيل الكلية الصناعية في مشفى الباسل بكرم اللوز، وكذلك إعادة هيكلية بعض الاقسام في مشفى الباسل بالزهراء ،وأحداث أقسام جديدة، منها مخبر اسعافي ،وتصوير أشعة إسعافية،  ورفد هذه الأقسام بالتجهيزات الطبية اللازمة ،و الإستمرار بتزويد المشافي العامة بتجهيزات طبية حديثة وفق الإمكانات المتاحة، و نذكر عددا منها:

-محطة توليد اوكسجين لمشفى المخرم الوطني.

-مجموعات توليد كهربائية.

-أسرة إقامة حديثة هيدروليكية.

-اجهزة كلية  ماركة فريزينوس.

-أجهزة تخثير كهربائية.

-جهاز الفاكو ( لمشفى العيون الجراحي) وهو من أحدث وأفضل الطرق العلاجية لاستخراج الساد (المياه البيضاء).

-جهاز الOCT (لمشفى العيون الجراحي) ،وهو جهاز تصوير طبقي بصري متجانس للعين.

-أحدث جهاز قياس سوء الانكسار وتحدب القرنية potec prk 8000  لمشفى العيون الجراحي.

-أجهزة إيكو حديثة( إيكو ثنائي الأبعاد و دوبلر ).

-أجهزة مونيتور مراقبة قلبية.

-أجهزة أشعة لكرسي الأسنان.

وبين أن المديرية كما أنهت أعمال الصيانة الشاملة لمخبر التحاليل الطبية المركزي، وأحدثت فيه مخبرا للتحاليل الهرمونية ،وتم رفده بدعم من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بأحدث التجهيزات المخبرية والوحيدة من نوعها في المحافظة، وذلك لتخفيف الأعباء المادية عن المرضى، وضمان حصولهم على نتائج عالية الدقة للتحاليل المخبرية ونذكر من هذه الاجهزة:

-جهاز هرمونات متطور ،يجري كافة التحاليل الهرمونية وهو الوحيد من نوعه في حمص.

-معقمة بالبخار حديثة متطورة حجرة السلامة /للحفاظ على صحة العاملين وانجاز العمل المخبري بدقة/.

-اوتوغلاف: لتحضير الأوساط وتلف العينات.

وفي السياق ذاته احدثت المديرية مركز الغوطة الصحي في مبنى المديرية.

ويتضمن عيادات بمختلف الاختصاصات ،منها: الداخلية والقلبية والأسنان والعصبية والعينية والصدرية، كما يقدم خدمات الصحة الانجابية واللقاح الروتيني للأطفال، ويقوم بتخديم حي الغوطة ،والأحياء المجاورة ،إضافة إلى العاملين في مبنى مديرية الصحة.

جولات رقابية

وأشار د.الأتاسي إلى أنه حرصا على ضمان تقديم الخدمة الطبية الجيدة للجميع ، تقوم مديرية الصحة بجولات دورية ومستمرة على جميع المشافي، وذلك عبر لجان مختصة لمتابعة سير العمل بها ،والتأكد من جاهزيتها وتفقد جميع أقسامها ،والوقوف على احتياجات كل قسم  (تجهيزات وكوادر)، والعمل على تلبيتها وفق الإمكانات المتاحة ،والتشديد في الوقت نفسه على الالتزام بإجراءات السلامة العامة فيها، خاصة أثناء إنتشار الأوبئة ، والتأكد من توفر الأدوية اللازمة بشكل خاص للحالات الاسعافية والطارئة.

وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الصحية ، مبينا وجود مكتب مختص لمتابعة عمل هذه المراكز ، والوقوف على احتياجاتها من تجهيزات طبية وكوادر وغيرها ، بما يضمن إستمرار تقديم الخدمة الطبية الجيدة.

وفيما يتعلق بالرقابة على المخابر الخاصة، لفت إلى أن المديرية تقوم بجولات دورية على المخابر في المحافظة ، وذلك عن طريق لجان الرقابة المختصة ،بهدف ضمان جودة الخدمات وضبط الاسعار ، منوها لصدور تسعيرة جديدة من قبل وزارة الصحة وتلتزم بها جميع المخابر الخاصة، أما في حال ورود شكوى بحق أي مخبر خاص، تقوم دائرة المخابر في المديرية بالتأكد من مضمونها، وخاصة فيما يتعلق بالتسعيرة وفي حال ثبوت صحة الشكوى يتم اتخاذ سلسلة من العقوبات المتدرجة بدءاً من التنبيه بحق المخبر المخالف.

الجاهزية والاجراءات المتبعة خلال العطلة

وكشف د.الأتاسي أن المشافي العامة والمراكز الصحية في جهوزية تامة خلال عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة  ،لاستقبال المرضى ، إضافة إلى أنه هناك حالة استنفار كاملة ومناوبات لكافة الأطباء الاختصاصيين، وخاصة في أقسام الإسعاف والعناية المشددة والعمليات، إضافة إلى منظومة الإسعاف السريع والطوارئ على مدار 24 ساعة ،ويمكن للمواطنين الاتصال على رقم الإسعاف 110 مباشرة ،كما نؤكد  على توفر كافة المواد الإسعافية والمخبرية والأدوية، و نقوم  بزيارة المشافي وبعض المراكز للتأكد من الإلتزام بالجهوزية بما يضمن تقديم الخدمة الطبية لجميع المرضى.

خطة العمل للعام القادم

وكشف د.الأتاسي أن برنامج عمل المديرية لعام 2024 ،يتمضن ما يلي:

اولا: تنفيذ خطوط معفاة من التقنين لكل من مشفى الباسل كرم اللوز - مشفى الباسل بالزهراء - مبنى مديرية الصحة - مشفى حمص الكبير.

ثانيا: إستكمال الأعمال في مشفى حمص الكبير بتأهيل مبنى الكلية، والذي يضم أحدث أجهزة التحاليل الدموي وعمليات زرع الكلية - جهاز رنين مغناطيسي - جهاز طبقي محوري - جهاز تفتيت الحصيات الكلوية  – تجهيزات عناية مشددة متطورة، كما سيتم إعادة تأهيل مبنى الأطراف الصناعية وتجهيزه - تأهيل المبنى الإداري - تأهيل المستودعات المركزية - الطب النووي.

ثالثا: إعادة تأهيل وتجهيز مشفى تلدو الوطني ووضعه بالخدمة.

رابعا: إعادة تأهيل وتجهيز مشفى الباسل بالرستن ووضعه بالخدمة على مراحل.

خامسا: إعادة تأهيل وترميم مدرسة التمريض في حمص.

سادسا: إحداث قسم مسح واستقصاء لنقص السمع عند حديثي الولادة في مركز باب الدريب الصحي, وتزويده بالتجهيزات والكوادر الطبية اللازمة.

سابعا: إستكمال خطة ترميم المراكز الصحية المتضررة.

ثامنا: استكمال خطة تركيب الطاقة البديلة لكافة المراكز الصحية.

تاسعا: تأمين جهاز قثطره قلبية. عاشرا_: تأمين جهاز طبقي محوري لمشفى المخرم حسب الإمكانية.

إحدى عشر:  توسيع مشفى الباسل بالزهراء أفقيا عند انتهاء صيانة المستودعات المركزية في مشفى حمص الكبير.

ثاني عشر: استكمال اكساء مشفى دبين وتأمين التجهيزات الطبية اللازمة لتشغيله.

ورشات تدريبية

شدد د.الأتاسي على أن مديرية الصحة تحرص دائما على تنظيم ورشات تدريبية للعاملين ،خاصة ضمن برامج الصحة العامة، وذلك بهدف تطوير القدرات وتعزيز الإمكانيات ،وزيادة الوعي ورفع الكفاءة، ما ينعكس إيجابا على أدائهم، وبالتالي على تطبيق هذه البرامج ونوعية الخدمة المقدمة، من خلالها  كونها  تعنى بالشأن الصحي لجميع شرائح المجتمع ،وأهمها : "المرأة والطفل والمسنين والولدان وغيرها ... ", ومن هذه الورش نذكر: إقامة  ورشة تدريبية بعنوان "مراعاة دمج النوع الاجتماعي في البرامج الصحية"،وأهمية تطبيق نظام ترصد حالة المواليد وأهدافه الENAP،وأهمية الإرضاع الوالدي وال KMC / الام الكنغر/في برنامج ال ENAP

ومشفى صديق للطفولة الذي يهدف إلى التعريف باستراتيجية المشفى الصديق للطفولة، والمتمثلة بتطبيق الخطوات العشرة للإرضاع الوالدي ، إضافة إلى الكثير من الندوات التثقيفية والتوعوية الرديفة لعمل البرامج الصحية، و المتزامنة في الوقت نفسه مع الحملات الصحية، التي تقام  باستمرار على مدار العام، ومنها: حملات اللقاح الوطني ،وحملات التوعية عن سرطان الثدي والرئة، وحملة "سكر أقل صحة اكتر" ،وقياس الضغط وغيرها.

تأهيل الكوادر الطبية والعاملة

اما فيما يتعلق بتأهيل الكوادر الطبية أكد أنه بعد استيعاب الاحتياج للمفاضلتين العامة والنصفية، يتم قبول الأطباء إلى الإقامة في الاختصاصات الطبية المختلفة ،ويتم ترشيحهم للامتحان النهائي للبورد السوري خلال دورتين كل عام ،ونقوم بشكل دائم بإقامة دورات وندوات ومحاضرات علمية للأطباء المقيمين ،بهدف رفع مستواهم العلمي ونقل وتبادل الخبرات العملية، والمهارات لهم، إضافة الى امكانية المشاركة في البحوث العلمية حسب خطة الوزارة لكل اختصاص، كما نقوم بتكليف الأطباء المقيمين بستاجات دورية ضمن المشافي العامة ،والمراكز الصحية ليتمكنوا من متابعة أكبر عدد من الحالات الطبية.

المؤتمرات الطبية

ونوه إلى أنه انطلاقا من  أهمية المؤتمرات الطبية  في مواكبة المستجدات العلمية والطبية ، وفي تطوير الثقافة الطبية، و اكتساب كل ما هو جديد  في العلوم الطبية، إضافة إلى تبادل الخبرات ،والاطلاع على الأبحاث الجديدة،  وكذلك التبادل الفكري بين جميع المشاركين ، إلى جانب  معرفة المزيد من الأساليب الحديثة والمهارات ،قائلا: "نحن حريصون على تواجدنا في هذه المؤتمرات ,وتلبية الدعوات لحضورها لما فيها من فائدة علمية وثقافية وحضارية.

الصعوبات

وأوضح د.الأتاسي أن العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر على سورية ،ترك آثارا سلبية وكوارث على القطاع الصحي، ولاسيما عدم توفر بعض الأدوية، للاورام السرطانية على سبيل المثال ،وكذلك خفض المساعدات الدولية للقطاع الصحي في سورية، إضافة إلى خروج عدد من المشافي، والمراكز عن الخدمة بسبب تعرضها للتدمير  خلال الأزمة ، مع وجود نقص في الكوادر الطبية، ولكن بالرغم من ذلك استطعنا وضمن الامكانات المتاحة تحسين الواقع الصحي في المحافظة كما ذكرنا سابقا واستطعنا بذلك الاستمرار بتقديم الرعاية الصحية المجانية الجيدة للمرضى رغم الاوضاع الراهنة والصعبة.

وفي الختام أكد الدكتور مسلم الأتاسي على النهوض بالواقع الصحي في المحافظة ،وتقديم الرعاية الصحية المثلى، واستمرار تقديم أفضل الخدمات المجانية ،وتخفيف الأعباء المالية عن المرضى، هو بوصلة عمل مديرية الصحة، ومازال عملنا مستمرا لتحقيق كل ماسبق لان سلامة المواطنين أمانة في أعناقنا.