الاثرياءالفواحش...وتدمير الطبقة الوسطى
الدبور-بسام طالب
|
||
بدأت الجناية والتجني على المجتمع السوري في اواسط عهد الوحدة بين سوريا ومصر حين صدرت القرارات التي سميت وقتها بالقرارات الاشتراكية والتي نزعت الملكية الفردية لكم لايحصى من الفعاليات التجارية والصناعية والزراعية وجعلتها ملكية عامة للدولة وكانت النتيجة ان سقط مئات الالوف من الطبقة الوسطى الى مصاف الطبقة الفقيرة وبالمقابل فشلت تجربة ملكية الدولة فشلا ذريعا واستمر التدهور في هذه الطبقة عبر معظم التجارب اللاحقة وما اتت به من قرارات وتأميمات وتفتيت للملكيات الزراعية المتوسطة والصغيرة حتى ومن قطاع عام هدر مئات المليارات من اموال الشعب بلا طائل واصلاح زراعي فتت الملكيات الكبيرة ولم تنجح معظم تجاربه البديلة. ووصلنا الى مشارف الالفية الثالثة والطبقة الوسطى في بلادنا تترنح الى ان جاءت الازمة الظالمة المظلمة على بلادنا وطحنت فيما طحنته هذد الطبقة واسقطتها جملة وتفصيلا في مهاوي الفقر ولم يعد في بلادنا سوى اثرياء واثرياء جدد واثرياء حروب ومقابلهم غالبية من الشعب تقف عند خط الفقر او تحت مستواه . في معظم دول العالم الثالث والدول النامية او الدول السائرة في طريق النمو وحتى في دول (البريكس) اي الدول الآسرع نموا اقتصاديا في العالم, تشكل الطبقة الوسطى اغلبية المجتمع وهي التي تقود عجلتة الاقتصادية وطليعة هذه الطبقة هي التي تقود الدولة والمجتمع ومع الاسف الشديد امّحت هذه الطبقة من بلادنا واتسعت الهوة والشقة بين طبقتي المجتمع قلة ضمت ثلة من الاغنياء والاغنياء الفواحش(جاء في استطلاع صحفي ان المصروف الشخصي اليومي لطفل من هؤلاء يتجاوز السبعة الاف ليرة يوميا اي اكثر من مئتي الف ليرة شهريا وهو حلم تتطلع الية اسرة مكونة من خمسة اشخاص) وكثرة تعيش كفاف يومها ومايتصدق به عليها المتصدقون والخيّيرون. حين يكون الشرخ الطبقي في المجتمع قد وصل الى هذا الحد فان اية خطط اصلاحية واسعافية ومرحلية وتجميلية غير مفيدة على المستوى الاستراتيجى بل انها تذهب هباء منثورا وكل ماتنفقه الدولة من مليارات لصالح الفقراء وتحسين مستوى معيشتهم لايصحح مستواهم الطبقي بل يهدر استهلاكيا واسعافيا في افضل حالاته على اصحاب القرار ان يستعينوا بالكفاءات وبتجارب الدول الاخرى لوضع خطط وطنية استراتيجية خماسية او عشارية لاعادة تشكيل الطبقة الوسطى في المجتمع ودون عودة الحياة لهذه الطبقة نكون كمن يحرث في البحر ان اخطر مافي الطبقة الثرية في بلادنا ليسوا اولئك القلة من الاثرياء التقليديين وليسوا اولئك الذين اغتنوا عبر سنين طوال من الانغلاق الاقتصادي وليسوا حتى اولئك الانتهازيين والوصوليين والمتسلقين ممن ركبوا الموجات المتلاحقة في بلادنا واثروا الاخطر من كل هؤلاء هم اثرياء الحروب و اثرياء الدم و اثرياء لقمة ودواء وغذاء وكساء ودفء المواطن اثرياء النهب والسطو والتهريب والاتجار بالممنوعات وتهريب الاثار وحرق الغابات هؤلاء الاثرياء الفواحش هم اشد خطرا ووطأة من الدواعش فاحذروهم والاهم من المهم ان لايكون لهم اي دور في بناء المستقبل المشرق لبلدنا ان شاء الله
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور