الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2018-05-03  الساعة: 17:41:45
لابد من قراءة جديدة لعملنا الحكومي
الدبور-بسام طالب

حين تسند مسؤولية ما لشخص ما سواء صغرت هذه المسؤولية ام كبرت وسواء كانت خفيرا او مديرا او سفيرا او وزيرا فأول مايهتم به بعض هؤلاء المسؤولين هو رضى وارضاء رؤسائهم عليهم

ويحرص بعض هؤلاء المسؤولين الجدد على تنفيذ رغبات ومطالب المسؤول الاعلى ولايعنيهم ان كانت هذه المطالب مشروعة ام كانت من فوق الاسطحة او من تحت الطاولات,

أما مدى حرصهم على تنفيذ هذه المطالب فمرتبط باهمية ومكانة وسلطة هذاالمسؤول الاعلى

و ثاني الامور التي يهتم بها المسؤول الجديد هو تغيير طاقم مكتبه(وبعضهم لايغيير الطاقم بل يعير الطقم اي الفرش والديكور وما الى هناك) وغالبا مايأتي المسؤول الجديد هنا بجماعته واقربائه والخلص من اصدقائة بغض النظر عن كفاءتهم ومدى اهليتهم للاعمال الموكولة اليهم

وثالث الامور, يجري المسؤول الجديد تغييرات في معظم مرافق العمل الذي اوكل الية مهمه قيادته, غاضا البصر عن الكفاءات والخبرات المتوافرة في ادارته وما يعنيه بالمقام الاول هو الولاءات ومن هم في صفه ومن هم في صف غيره

ورابع الامور عند مسؤولنا الجديد هذا عقده للعديد من الاجتماعات واللقاءات العامة والخاصة والمعلنة والمستترة ومعظمها تحت عنوان تطوير العمل ورفع مستوى الانتاج وتحسين الاداء وما الى هنالك من ذلك الكلام الكبير الذي لايودي ولايجيب, وغالبا ما تكون الغاية المضمرة من بعض هذه اللقاءات تحديد الاتجاهات والولاءات والمرجعيات ومراكز القوى ومن هم المدعومون ومن هم على باب الله وكيف يجب ان تجري الحسابات والتوازنات وكيف ستوزع المزايا والهبات والعطاءات

والحق يقال انه ليس كل من اوكلت اليه مسؤولية كبيرة يعمل وفق ماأشرنا اليه اعلاه, فهناك اناس مخلصين أكفاء بعملون اكثر بكثير مما يتكلمون ويحرصون على تطوير العمل ورفع مستوى ادائه ونجاح الخطط والاهداف المرسومة له بصمت ودون ضجيج

ولكن مع مزيد الاسف يصطدم احيانا هذا المسؤول النزيه الشريف النظيف اليد والمؤهل علميا وعمليا لهذا المنصب يصطدم بمجموعة من المرجعيات

والتي عليه ان يضعها في حسبانه في كل مايتخذه من قرارات وربما في كل مايضعه من لوائح وخطط وبرامج عمل

هذه المرجعيات على سبيل المثال لاالحصر هي المرجعيات الحزبية والامنية والاتحادات والمنظمات الشعبية ومن في حكمها وماالى ذلك.

هذا الاسلوب في الادارة والعمل لم يعد مجديا وفاعلا لاعلى صعيد العمل والانتاج والانجاز ولاعلى اي صعيد اخر ولقد اثبتت تجربة السنوات السبع المّرة الماضية ذلك.

كمااثبتت ان هناك قلة قليلة من المخلصين في كافة مرافق الدولة والعمل الحكومي حملوا على اكتافهم واعناقهم مسؤولية تسيير الامور ولو بحدها الادنى واستطاعوا ان ينجحوا رغم الظروف القاهرة التي مرت بها البلاد فالف تحية اكبار واجلال لهم في كافة مرافق عملهم صغرت مهامهم ام كبرت

نحن على ابواب مرحلة جديدة شاقة ومريرة وطويلة الامد وهي مرحلة الاعمار ولايمكن ان تقاد الامور بالعقليات السابقة فحتى دولة كبيرة وعظيمة كروسيا وذات نظام مركزي تخلت وبكل بساطة عن كل تلك المقولات الستالينية والتروتسكية وعملت بقوانين الالفية الثالثة ولم تجد ضيرا في مرحلة من المراحل ان تضع القمح الامريكي في المطحنة السوفياتية ونحن بأمس الحاجة لقراءة جديدة لطبيعة عملنا الحكومي ومن هم بحق المؤهلون لقيادة هذا العمل وانجاح مهامة الاستراتيجية الطموحه.

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1749

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد