من يجب أن يتفهم الآخر الشعب أم الحكومة
بسام طالب
|
||
من يجب أن يتفهم الآخر الشعب أم الحكومة
فاجأت الحكومة الشعب برفع أسعار البنزين وسلع أخرى دون أن تهيأه لهذه الصدمة حيث أنها شكلت لجنة هدفها، كما قالت، تهيئة الشعب لتفهم وتقبل مثل هكذا قرارات والحقيقة أن الشعب ليس بحاجة إلى تفهم واستيعاب (وهو فهمان البير وغطاه) ومن يده بالنار غير الذي يده بالماء، فالشعب الملتاع من لهيب الأسعار لا يفيد معه إلا أسلوب واحد هو رفع قدرته الشرائية بزيادة دخله يقابله انخفاض في أسعار السلع والخدمات وماعدا ذلك فهو غناء في الطاحون لا يطرب أحدا ولا يسمعه أحد، وهذا أمر يعرفه المسؤولون قبل غيرهم. ومن المضحكات المبكيات أن الحكومة الرشيدة لم تلتزم بقرارها بتهيئة الشعب عبر لجنة الدعم الإعلامي بل قامت برفع الأسعار (هكذا خبط لزق) وبدا وكأنها غير مؤمنة بجدوى هذه التهيئة الإعلامية المنشودة ويبدو أن الأمور تمشي معكوسة وتسير على راسها فواجب الحكومة أن تتفهم حاجات الشعب ومتطلباته لا أن يتفهم الشعب سياسات الحكومة وقراراتها. إضافة إلى أن معسول الكلام لا يشبع خبزا والتنظيرات والاجتماعات والندوات والتوصيات والزيارات الميدانية لا تقلي بطاطا ولا تحلّي شايا ولامّتة (وما بدنا نحكي على القهوة فالندرة النادرة قادرة على شراء نصف كيلو من البن) أما موضوع تشكيل اللجان لمواجهة وحل المشكلات وتيسير وتسيير الأمور فقد أثبت فشله بامتياز, وكان على حكومتنا الرشيدة أن تدرك ذلك حين شكلت لجنة الدعم الاعلامي إياها ,فاذا ما شئت أن تبعد أمرا إلى زاوية النسيان شكل له لجنة وخاصة إذا تجاوز أعضاؤها أصابع اليد الواحدة فتتعذر اجتماعاتها وتتكاثر الآراء فيها وتجتمع وتجتمع وبنهاية المطاف لا تخرج لا بأبيض ولا أسود اللهم إلا إذا كان هناك تعويضات للمشاركين فيها فيطيلون في عمرها إلى ما شاء الله إلى أن يأتي مسؤول همام فيلغيها أعتقد مع مزيد الحسرة والأسى والأسف أن أسعار السلع والخدمات بل وكل ما يشرى ويباع سوف يستمر بالارتفاع صعودا ولن يكبح جماحه لا لجان ولا قرارات ولا توصيات, ونعود ونؤكد رأينا أن مسألة الدعم وإيصاله إلى مستحقيه لن تتم إلا بالتعويض الشهري المادي وبالمقابل لا أعتقد كما قال بعضهم أن الحكومة سائرة في طريق رفع الدعم الكلي عن المواد المدعومة ولكن المسألة التي لم تجد لها حلا عبر السنوات الأربعين الماضية فقد آن الآوان لكي تواجه بمنتهى الجرأة والجدية والشفافية
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور