الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2022-02-07  الساعة: 09:19:32
نعم الدعم لمستحقيه \rولكن أردنا أن نكحلها فأعميناها
بسام طالب

نعم الدعم لمستحقيه

ولكن أردناأن نكحلها فأعميناها

 

 

دون أي شك ومالا جدال فيه، أن الدعم الحكومي للسلع والخدمات يجب أن يبقى ويجب أن يصل إلى مستحقيه، ولم يعد بالإمكان أن يترك الحبل على غاربه كما كان طوال السنوات الطويلة الماضية حتى أصبح الخبز المدعوم علفاً للحيوانات ومعظم السلع المدعومة يتاجر بها وتهرب خارج البلاد وتفشى الفساد في آليات الدعم الحكومي وصار عندنا مافيات وأباطرة وأثرياء ثراءاً فاحشاً يتحكمون في مجمل مفاصل عملية الدعم إلى أن وصل الفاقد من الدعم أكثر من ثلثيه وما يصل إلى مستحقيه أقل من الثلث..

الخطيئة الاستراتيجية التي وقعت بها الحكومة على هذا الصعيد أنها أرادت أن تصلح ما أفسده الدهر عبر أربعين سنة مضت في عجالة وبناءًا على قاعدة من البيانات أكثر معلوماتها خاطئة مرجعياتها أرشيفية ورقية  أكل الدهر عليها وشرب ومعظمها لا يمت للواقع بصلة, وبناءاً على أسس ومعايير لم تدرس من قبل مختصين وأصحاب خبرة في هذا المجال محلياً وخارجياً, وليس من قبل موظفين حكوميين بعضهم أكثر بيروقراطية من البيروقراطية نفسها وما يهمهم ويعنيهم ما هو مدون في الورق حتى  لو كانوا على ثقة تامة أن الواقع يخالف ذلك ,يضاف إلى ذلك معلومات شخصية للمواطنين لم يتم تحديثها إما تكاسلاً أو جهلاً أو احتيالاً أو غير ذلك.  فوقع الحيص والبيص وبدل أن نكحلها أعميناها

كان من الواجب أن تعطى فترة انتقالية لمدة ستة أشهر لكي يتم تحديث كافة المعلومات والبيانات سواء من قبل الحكومة أو المواطنين فيما يتعلق بملكياتهم وأعمالهم (سياراتهم سجلاتهم التجارية أعمالهم والخ..) وأن يوضع استبيان دقيق ومدروس يملأه المواطن على مسؤوليته ويوقع عليه بعد أن يكون قد قام بتحديث بياناته الشخصية وعلى ضوء هذا الاستبيان وقاعدة البيانات المحدثة يجري الفرز بين مستحق ومستبعد.

ومما لا شك فيه أننا لا يمكن أن نصل إلى صيغة عادلة مئة بالمئة إذ يتطلب ذلك بنى تحتية مؤتمتة ومؤسسات متقدمة غير متواجدة إلا في الدول الغنية المتقدمة، لكن إيصال الدعم إلى تسعين بالمئة من مستحقيه يعتبر إنجازاً رائعاً مقابل ثلاثين بالمئة هي في واقع الحال الان.

مسألة أخيرة إن الدعم الحكومي عندها يجب أن يقتصر على بدل نقدي وفي ذلك خلاص من تلك الجيوش من العاملين الذين يحّملون الدولة أعباءاً ومصاريف ونفقات لا حصر لها ناهيك أن تواجدهم في المسألة يفتح الباب على مصراعيه لتسرب الفساد والإفساد بكافة أشكاله وألوانه إلى هذه المسألة والتي استمرت المعاناة فيها ما يزيد على أربعة عقود من الزمن.

 

 

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 825

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد