الرئيسية » أخبار فن و أدب وثقافة

السّباقُ الرّمضانيُّ انتهى، مسلسلاتٌ عديدة عُرضَت. منها ما كان كغيره من الأعمال السّابقة، لا جديد، "كليشيه"، وأعمالٌ أخرى أثبتَت بجدارة، قوّتها من خلال اتّجاهاتٍ عديدة، منها السيناريو والإخراج وطبعًا الممثّلين. "الكاتب" المسلسلُ الأقوى والأنجح. قصّة بوليسيّة محبوكة بشكلٍ احترافيٍّ قريبٍ من أسلوب الروائيّة الشّهيرة أغاثا كريستي. إنّه المسلسل الوحيد، بإجماع الأغلبيّة، الّذي لم يخذلْ مشاهديه. فكما كانتِ البداية مشوّقة وغامضة، كذلك كانت النّهاية، صادمة وممتعة. الإخراج والديكور، كانا عاليي الجودة، متناسقَيْن مع السيناريو، بشكلٍ يشعرُ المشاهد أنّه حاضر في مكان الحدث. أبطالُ المسلسل تمرّسوا في أداء أدوارهم، فالممثّل باسل خيّاط ، لبسَ دورَ الكاتب يونس جبران، على الرّغم من صعوبته، فهو تلك الشّخصيّة غريبة الأطوار، متعدّدة التّصرّفات والطّباع. ففي المشهد الواحد، كنّا نرى يونس جبران يتنقّلُ من تصرّفٍ إلى آخر، ومن ملامحَ إلى أخرى. أمّا دانييلّا رحمة ، فعلى الرّغم من بعض الآراء الّتي رأَتْ تكرارًا لدورِها السّابق في تانغو، إلّا أنّهم استبقوا الحكمَ. فدانييلّا بدورِ ماجدولين المحامية، كانَ لابدَّ من أداء الدّور بشكلٍ تصاعديّ، فهي تلك الفتاة الجميلة النّاعمة، عاشقة روايات يونس جبران، تظهرُ رويدًا رويدًا بشخصيّة ماجدولين المريضة، المتوهّمة، المجرمة والسّفاح الغامض، والوحش. أمّا ندى أبو فرحات، تلك الممثّلة رائعةُ الإحساسِ في التّمثيل، أظهرَت أنَّ البراعة لا تكمن فقط في أدوار البطولة إنّما بأدوارٍ أخرى حتّى ثانويّة. جعلت أبو فرحات، المشاهدين، يصدّقون مشاعرها المتبعثرة، الخائفة على ابنها يزن، والحاقدة المُحبّة لطليقها يونس جبران والد ابنها. ولا ننسى الممثّلين المبدعين، غابرييل يمّين، و نيكولا دانييل ، وهيام أبو شديد، ومجدي مشموشي وباقي طاقم العمل الّذي أبهر الشاشة في أدائه. ولفتة جميلة في المسلسل، كانت ظهور وجوهٍ شابّة جديدة على السّاحة، أظهرت أنّ مواهبَ كبيرة لا تزال تنبضُ في الميدان التمثيلي اللّبناني. من منّا لم يحبّ تمارا عاشقة التمثيل الّتي وقعت ضحيّة القاتل ماجدولين مع

صديقها شادي الهادىء الّذي جعلنا للحظة نشكُّ به قاتلًا وجيهان وسيّد حلمي، بالإضافة إلى روني وأميرة وصوفيا ورائد تلك الشخصيّة الّتي أبدعت وتميّزت بقدرتها الرّائعة على التمثيل، بدليلِ تصديق المشاهد له واقتناعه أنَّ رائد شخصيّة مستفزّة لدرجة تفوق التّصوّر.

ايلي يونس