الدبور أكثر من نصف الحقيقة.. وأقل مما نطمح

logo
تاريخ النشر: 2022-06-11  الساعة: 07:41:22
الإعلام البديل.. "السوشال ميديا"\rشاشتك بين يديك.. تتلقى الحدث لحظة حدوثه بالصوت والصورة
محمد قاسم الساس

 

الإعلام البديل.. "السوشال ميديا"

شاشتك بين يديك.. تتلقى الحدث لحظة حدوثه بالصوت والصورة

 

ظهر الإعلام البديل مع ظهور منصات الاتصال الاجتماعي

 "فيسبوك توتير إنستغرام يوتيوب" وغيرها من المنصات الرقمية حيث يزداد استخدامها لنشر الأخبار والمعلومات يوماً بعد يوم، والتي جاءت أغلب أنشطتها كـ رد فعل على الرقابة الصارمة المفروضة من الحكومات، أو الشروط المعقدة من المؤسسات الإعلامية السائدة التقليدية، مع اعتبارها بوابة جديدة للإعلام التقليدي للتواصل مع الجمهور، وإيصال رسائله الإعلامية من خلالها، لتقديم أفضل خدمة إعلامية لمتابعيه، من خلال مواكبة التطورات العميقة التي تشهدها الصناعة الإعلامية في العالم، من جهة أخرى.

وفي ظل انعدام الرقابة عليه، تعرض لانتقادات عدة، منها ضعف المحتوى وركاكة اللغة، وانعدام المهنية والاحترافية..

 ليطرح سؤالاً كبيراً حول إمكانية حلوله كبديل عن الإعلام التقليدي؟ وما هي ايجابياته؟ وسلبياته؟

منذ سنوات بدأ الحديث عن موضوع الانحسار الذي ستعاني منه الصحافة الورقية المطبوعة. لم تكن المسألة تقصد الإنترنت بأي شكل. كانت التوقعات تشير إلى غلاء سعر الورق، وتكلفة الطباعة، في حين كان الراديو والتلفزيون يحتل الصدارة، منتزعاً من الورق شعبيته.

كانت جلسة قراءة الصحيفة لها طقوسها. فنجان قهوة، وجلسة في غرفة أو شرفة هادئة، أو على رصيف مقهى. بائع يأتيك بالخبر المطبوع عند عتبة المنزل. والأهمّ أن نسخة تصدر بعد الظهر أو في المساء في حالات الأحداث المتسارعة. فجأة، صارت الإذاعة تتصدر المشهد، ومن ثم جاء التلفزيون لينقل مباشرة كل ما نريد أن نعرفه. ثم صار يأتي بالمعنيين بالحدث إلى الأستوديو، فنسمعهم يتحاورون، ويتجادلون ويحللون. حذفت الشاشة جزءاً هاماً من امتيازات الصحيفة. كاد يقضي على المجلة.

مراسل المجلة سينتظر أسبوعاً وربما شهراً ليشاهد الصور التي التقطها، والمادة التي انفرد بها مطبوعة وبين الأيدي. ثم جاء من يقول أن التلفزيون سيذهب إلى النسيان قريباً، وسيكون لكل مشاهد محطته وبرامجه التي يشاهدها ساعة يشاء وحسب ما يناسبه.

هنا صار الخطر على التلفزيون كبير، لكن على الورق داهم.  نحن اليوم، نشهد عصر التكنولوجيا. شاشتك بين يديك، تتلقى الحدث مباشرة بالصوت والصورة وبلحظة الحدث. سيسبق المصدر زميله بعشر ثوانٍ فقط. كل الشاشات على هواتف ذكية، أو على لوحات رقمية، تسيطر بشكل شبه كامل.

هل أكتفينا بهذا؟ أبداً.. جاءت منصات التواصل الاجتماعي، وصار كل شخص له محطة بثّ خاصة به. يبثّ عليها ما يريده، وساعة يريد. هنا الخطر الأكبر. هنا الدمار النهائي للمجتمعات، خصوصاً التي ينقصها الوعي. لأن قلّة الوعي ستسّهل على الخطط الشيطانية أن تتغلغل بين الناس في البلدان المتخلّفة. سيكون ممكناً الدخول إلى المجتمعات دون حاجة إلى جيوش وصواريخ. سيصبح ممكناً ضرب البنية التحتية في المجتمعات دون حاجة للكثير من التكاليف.

 هي شائعة من هنا، وعبارة تحريض من هناك، وستحقق ما تريده من مجتمع العدو إذا كان المرسل واعياً ومثقفاً، والمتلقّي جاهلاً متخلّفاً، فالسلام عليكم ورحمة الله، قضي الأمر. اليوم، سلاح الدول المتحاربة، هاتف ذكي، وعقل ذكي، ومخطط مدروس بعناية. ذهب الإعلام التحريضي الذي كانت تقيده أجهزة التشويش. وذهب الإعلام المتلفز الذي كانت تنقصه قوّة الإرسال. وذهبت الفضائيات التي تتحكّم لها الشركات التي تدير القمر الصناعي، حيث يمكنها أن تحجب هذا، وتسمح لذاك. صار الإعلام من هذا لذاك، بالمباشر وبدون رقابة.

صحافة اليوم رهن إشارة من يجيد استعمال منصات التواصل الاجتماعي. ثم "بيريسكوب" وتقنية البث المباشر. التي تبعها البث المباشر على كل منصات التواصل أيضاً. عن أي صحافة نتكلّم؟

لم نعد بحاجة إلا للإنترنت، وجهاز ينقل ما نريده بأي لغة، وأي أسلوب تعبير. حيث لن تتمكّن الحكومات قريباً من السيطرة على الانترنت. سيصبح مجاناً ومن الأقمار الصناعية مباشرة. ولن تخضع الشعوب لتحكّم الحكومات بها. ولكن السؤال الأهمّ، هل ستعرف هذه الشعوب كيف تستخدم هذه الإمكانيات التقنية المتاحة بشكل واعٍ ومسؤول؟ وهل ستكون قادرة على التقييم العقلاني لما ستتلقاه من رسائل مبطّنة، فلا تنجرّ إلى حروب التعصّب الطائفي والمذهبي والعرقي؟ فاللعبة بسيطة، وأصبحت مكشوفة. يفتح بعض أجهزة المخابرات مئات الحسابات الوهمية، فتدخل تشتم طائفة ومذهب وجنسية وعرق، وتردّ عليها مجموعة أخرى بنفس اللهجة، ويدخل الناس بحماس عاطفي في اللعبة. تبدأ حرب الشتائم والتحريض، يجلس موظف المخابرات يتابع المعركة، ويستمتع بما أشعله من تعصب، يعرف جيداً أنه سينتقل قريباً إلى الشارع والمدرسة والجامعة. وتتفرّق الشعوب، ويتمزّق النسيج الاجتماعي المتين. ولا أحد يحتاج لمعارك بالدبابات ولا المدافع. هي تغريدة، وأترك الباقي على الشعوب السطحية.

 

عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 851

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 

لسعات منوعة

نضعها أمانة في أعناقكم وليس شكوى
هل من المعقول مكتب دفن الموتى بلا سيارات!!
اقرأ المزيد
الباعة الجوالين يفرضون تسعيرة جديدة أمام أفران دمشق ولافرق بين مدعوم وغير مدعوم
جيوبهم تتآكل وكل مافي جعبتهم بضع قروش لا تسد رمق أبنائهم الغلاء يصل لأقصى حدوده
اقرأ المزيد
في شكوى وردت لجريدة الدبور
#برسم المعنيين #برسم مدير معمل الغاز سادكوب
اقرأ المزيد
لماذا؟
براد بردى أغلى بـ 44% من براد حديث بثلاثة أبواب لدى شركة صينية شهيرة انتقد رجل الأعمال المقيم في الصين فيصل العطري، البرادات الجديدة التي طرحتها “شركة بردى” الحكومية،
اقرأ المزيد